محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

مأزق «الثمانية»

محمد قناوي

الجمعة، 05 أغسطس 2022 - 09:19 م

يبدأ نجاح أى عمل درامى باختيار الفكرة التى لابد أن تكون طازجة وغير مطروقة ومرورا بسيناريو مكتمل العناصر، ومتصاعد الأحداث يجذب المشاهد لمتابعته مشهدا مشهدا، وفى مسلسل «الثمانية» التجربة الأولى لتركى آل الشيخ فى عالم الكتابة التليفزيونية، صحيح أن فكرته جاءت طازجة ومختلفة ولكن العمل فى مجمله وقع فى مأزق ضعف السيناريو والحوار، فقد جاءت جمله الحوارية تقليدية ولا جديد فيها كما فشل السيناريست فى ضبط ايقاع الحلقات بسبب تشتت الأفكار وتعدد الخطوط الدرامية مما انعكس على الشخصيات، جعلت المشاهد «يتوه» بين أحداث حلقة وأخرى، فقد جاءت الخطوط الدرامية بعضها متواز والبعض الآخر متقاطع أصاب المشاهد بالحيرة.

ورغم أخطاء السيناريو إلا أن مخرج العمل «أحمد مدحت» نجح فى السيطرة على إيقاع السيناريو وضبط الاداء لممثليه من خلال لمساته الإخراجية التى يتميز بها فى كل أعماله وقدم صورة مبهرة من خلال أماكن تصويرخارجية طازجة وجديدة على عين المشاهد واستطاع أن يقدم الغموض والتشويق فى إطار بوليسى جذاب، حتى مشاهد الأكشن والحركة قدمها بطريقه هادئة وبعيدا عن ضجيج الاكشن المعتاد وذلك فى قالب مثير جدا.

كما تميز انتاج العمل بتوفير أماكن تصوير غير عادية وغلب عليها التنوع مما أثرى الصورة فحققت متعة بصرية للمشاهد، أما نجوم العمل «آسر ياسين وخالد الصاوى ومحمد علاء وريم مصطفى ومحمود البزاوى وغيرهم من النجوم» فقد تنافسوا فى الأداء فعزفوا سيمفونية رائعة لم يعبها سوى ضعف مفردات الحوار، وبرز بقوة «آسر والصاوي»الأول الضابط الكفء والثانى المجرم المحترف.

جمع بينهما الرغبة فى الانتقام من عصابة «الثمانية» التى قتلت حبيبة الأول وابنة الثاني، ومن هذه الجريمة تنطلق الأحداث حيث تقرر عصابة «الثمانية» قتل أحد أعضائها بعد مخالفته قوانينهم، لكن تفشل الخطة، ويستعد الناجى لبدء تنفيذ مخططه للانتقام، ويحاول فتح ملفات مخفية لأفراد العصابات وعلاقاتهم بالمنظمات الإجرامية والتاريخ يدور حول المال ورجل الأعمال ناصر.

الذى يعمل سرا كتاجر أسلحة لمنظمة إجرامية منذ أكثر من عشرين عاما وتكشف أحداث المسلسل ما الذى سيحدث عندما قررت المنظمة تصفية ناصروالتخلص منه بجريمة مروعة ستخلف عددا من الضحايا الأبرياء بينهم الاقرب لقلوبهم وكيف يخطط ناصر لإيذاء أعضاء التنظيم، وهل يكشف أسرارهم، ويكشف عن صلاتهم، ويحبس كل المتورطين فيه من رجال الأعمال وأصحاب النفوذ؟

«الثمانية» كان من الممكن أن يكون عملا دراميا رائعا بعناصر التمثيل والإخراج والتصوير والإنتاج التى أدت دورها بصورة متكاملة ولكن خذلتها أخطاء التجربة الاولى فى الكتابة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة