أميمة كمال
أميمة كمال


أميمة كمال: لماذا اعتذر محافظ البنك المركزي؟

أخبار اليوم

الجمعة، 19 أغسطس 2022 - 08:08 م

بقلم: أميمة كمال

بنظارته الطبية، وبابتسامته العميقة على الغلاف، جذبنى لكى أخرج كتاب رئيس بنك الاحتياط الفيدرالى الأمريكي الآن جرينسبان من مكتبتى. وآخر كلمة بكتابه  (عصر الإضطراب) وهى «تقبلوا اعتذارى عن أى اخطاء فى الكتاب»، هى مادفعتنى للكتابة. وبين الغلاف، واخر صفحة سجل تجربة 19 عاما انتهت عام 2006. والحقيقة أن العنوان الفرعى «مغامرات فى عالم جديد» يبدو متسقا مع الصفحات الأولى. حيث كان على متن طائرة فى السماء، أثناء اصطدام طائرتين بمركز التجارة العالمى.

ووقتها  استنتج أن العالم على وشك التغيير. وفى كتابه حرص على الإفصاح عن كيفية التعامل فى الأزمات. قال إنه كان يراقب الكساد المفجع، وكيف أن الناس بدأت فى التوقف عن الإنفاق، ما عدا البقالة وزجاجات المياه. ولم يعد أحد ينفق على السفر، وإغلقت مصانع.

ويحكى كيف خرج الاقتصاد الأمريكى من كبوته. ولكن ما لفت نظرى فى كتابه، كيف أنه واسع الاضطلاع، على كل تفاصيل الحياة المعيشية للبشر. فهو يقول كانت عينى على المطالبات الجديدة لإعانة البطالة، وكنت أتخيل كيف لآلاف من عمال  الفنادق والمنتجعات، الذين فقدوا وظائفهم إعانة أسرهم . وبدأنا فى البنك الفيدرالى (البنك المركزى) مع الخبراء الاقتصاديين وضع حزم تحفيزية وأخذنا قراراً بتخفيض سعر الفائدة، لكى نيسر على الناس الاقتراض. والحقيقة أن لغة الكتاب تجعلنا نفكر كثيرا فى كيفية اختيار محافظى البنوك المركزية.

فهو يقول «لا أدعى معرفة كل الحلول، ولكن زملائى فى البنك، ساعدونى على الوصول إلى كم هائل من الإنتاج الأكاديمى. فى كافة القضايا، من النماذج الرياضية المتعلقة بالمخاطر، وإلى الكليات التى يتعلم فيها الناس التقنيات الزراعية والميكانيكية. حتى أتاكد من وجود عمالة ماهرة فى المصانع، ولتخفيض فجوة الأجور بين العمال المهرة، وغيرهم ممن يفتقدون المهارة». ويبدو عالمه أوسع كثيرا من كونه محافظا للمركزى.

 «نادرا ما نمعن النظر للوحدة الأساسية للنشاط الاقتصادى وهى البشر». فهناك تشابهات بين الناس، يحركهم جميعا سعى لتحقيق الذات. وهذا السعى ما تنفق عليه الأسر لتحقيقه. ولا يمكن للاقتصاديين تحاشى دراسة الطبيعة البشرية  التى تفسر كثيرا من الاضطرابات فى السلوك الاقتصادى.. والحقيقة أن ما كان يشغله أكثر كثيرا، مما يشغل الاقتصاديون  المهتمون بالنماذج  الرياضية. وإلا ما كان اعتبر أن الإبقاء على الدستور الأمريكى الذى يحمى الحقوق الفردية، ويحفظ الناس من المصادرة العشوائية أحد شروط النمو الاقتصادى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة