الثلاثاء، 23 أغسطس 2022 - 07:13 م

عندما طالبت الحكومة الألمانية مواطنيها بالاقتصاد فى عدد مرات الاستحمام، أو الاكتفاء بمسح الجسم بدلا من الاستحمام الكامل توفيرا للكهرباء، توجهت إحدى الصحفيات بسؤال إلى المستشار الألمانى أولاف شولتز عن عدد مرات استحمامه، فرد بتلقائية إنه «يستحم كل يوم»!
هذه الإجابة دفعت قطاعات من المواطنين الألمان إلى توجيه انتقادات للمسئولين الحكوميين الذين يأمرون الناس بالتوفير وينسون أنفسهم!!

ورغم طرافة تلك الأزمة، إلا أنها تكشف حجم المخاوف الرسمية والشعبية التى تعيشها أوروبا حاليا، فبينما يتسارع العد التنازلى لاقتراب فصل الشتاء، تتصاعد دقات قلب الأوروبيين، المترقبين لخطط «سيد الكرملين» فلاديمير بوتن، وسط تقديرات بأن الفصل الأخطر من الضغط على أوروبا لم يبدأ بعد، وأن شهور الشتاء المقبل ستكون ساعة الصفر الحقيقية لتصعيد المواجهة المحتدمة بين روسيا وبين الغرب..

وإذا كانت الأزمة الروسية الأوكرانية تمثل محنة لمعظم دول العالم، فإنها يمكن أن تكون أيضا منحة فى بعض الأحيان، ويمكن أن يكون لمصر نصيب من هذه «المنح» إذا ما أحسنّا التخطيط، وأسرعنا التنفيذ، فلماذا لا تبدأ وزارة السياحة والآثار اتصالات قوية وعاجلة مع السلطات الألمانية لاستضافة الملايين من الأسر الألمانية الراغبة فى الهروب من أزمة الطاقة فى شتاء أوروبا القارص، وبدلا من أن تدفع الحكومة الألمانية دعما نقديا بمليارات الدولارات لمواطنيها لمواجهة الأزمة المتوقعة بارتفاع تكلفة التدفئة، يمكن أن يكون هذا الدعم جزءا من تكاليف إقامتهم فى مصر طوال شهور الشتاء.

أعتقد ان هذا الحل يمكن أن يعود بالنفع على كل الأطراف، تستطيع مصر من خلاله تنشيط قطاع السياحة بقوة، وتوفر موردا مهما من موارد النقد الأجنبي، خاصة إذا ما تكرر وامتد الاتفاق لدول أوربية أخرى، وينجو المواطنون الألمان  والأوروبيون عموما من أزمة الشتاء المرتقبة، ويقضون شهوره الباردة بين أحضان مصر «الدافئة».

كما تستفيد الحكومة الألمانية وترتفع شعبيتها، لأنها استطاعت أن تقدم حلا غير تقليدى للأزمة، وتضمن شتاء آمنا لمواطنيها، سواء من سيأتون إلى مصر، أو من سيبقون فى ألمانيا بعد تخفيف الضغط على قطاع الطاقة، وساعتها يمكن للمستشار شولتز أن يستحم كيفما شاء، دون التعرض لسهام النقد.