محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

المُعلم.. عمر

محمد قناوي

الجمعة، 26 أغسطس 2022 - 05:53 م

طوال اثنين وعشرين عاماً قضيتها فى «أخبار اليوم»، كان الكاتب الكبير محمد عمر أول من أراه عندما أصل لمكتبى فى الدور التاسع، فكان الذى يجمع بيننا هو الحضور مبكراً للجريدة، وعندما انتقل من مكتبه القديم للجديد كان مكانه أول مكتب يقابلنى بعد خروجى من باب الأسانسير، أبادره بالصباح فيرد بإبتسامته التى لا تفارق وجهه، يناقشنى فى بوستاتى على صفحتى الشخصية على «فيس بوك» وأحيانا يسألنى تقصد مين؟، يدور بيننا حوار حولها يتفق فى كثير منها، والبعض الآخر يختلف، نتناقش فى الفن والدراما والمسلسلات والأفلام فقد كان متابعاً جيداً لها، ينتقد الأعمال الفنية كأنه محرر  فنى قضى حياته فى كواليس تصويرها، بعدها نبدأ يوم عمل فى صحيفتنا «أخبار اليوم» لا يخلو من قفشاتك الساخرة.

الكاتب الكبير الراحل بالنسبة لى منذ بدايتى فى «أخبار اليوم» ليس مجرد قيادة من قيادات الجريدة بل أعتبره ملهما فى حياتى تعلمت منه الكثير دون أن أعمل تحت يديه، أحب الجلوس بعض الوقت بجواره أتابعه وهو يجهز صفحة المحليات صباح كل يوم جمعة، وجدته مهنيا من طرز فريد، فهو يمتلك القدرة الفائقة على الاختزال فى الموضوعات الصحفية مهما كان حجمها دون أن تفقد شيئا منها بل تزاد بريقا ولمعانا، أفكاره دائما طازجة، فكان طوال مشواره  الصحفى بمثابة أيقونة لأفكار صحفية وموضوعات نفذها زملاء حصدوا من خلالها على جوائز، وكان الراحل مخلصا ومحباً لبيتنا «أخبار اليوم»، فهو أول الحاضرين للجريدة فى الصباح الباكر لا يغادرها إلا وقد انتهى من كل أعماله، ينطبق عليه لقب «المُعلم» وقليلون فى مهنتنا من الذين ينطبق عليهم هذا اللقب، فهو لا يدخر جهداً أبداً فى توجيه وتعليم أجيال كثيرة مرت على «أخبار اليوم»، وكثيرون يدينون بالفضل له فقد كان مكتبه يوميا بمثابة صالة تدريب لشباب الصحفيين.

يوم الجمعة قبل الماضى جمعتنا صالة التجهيزات فى الدور السادس قضينا فيها وقتا طويلا لم يخلو من قفشاته وهزاره مع الجميع كأنه يودعنا، حتى تلقيت خبر رحيلة المفاجئ مساء الأحد الماضى، وداعا الكاتب والأستاذ والمُعلم «محمد عمر».
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة