مصطفى لبيب
مصطفى لبيب


بكل بساطة

مصطفى لبيب يكتب: تغير المناخ والاحتباس الحراري.. معلومات تهمك

مصطفى لبيب

الإثنين، 05 سبتمبر 2022 - 05:32 م

أحدث البشر فوضى عارمة في خوارزميات الأرض التي فطرها الله عليها، وبدعوى التطور والاختراعات تسببوا " ليس جميعهم بالطبع" سواء علموا أم لم يعلموا في الجفاف والفيضانات والحرائق والتصحر وزيادة درجة حرارة الأرض بداية مما يسمى بالثورة الصناعية، التي أفسدت على قدر ما نفعت، ففي الوقت الذي تمكن فيه البشر من السفر إلى القمر في خطوة بشرية مذهلة لم تحدث من قبل، صرخ العلماء عام 1960 معلنين أن الأرض قد بدأت في الاختناق وزادت درجة الحرارة بنسبة 1.2%، بسبب النشاطات البشرية المتزايدة، التي أدت إلى زيادات في النسبة الطبيعية لغاز ثاني أكسيد الكربون وعدد من الغازات الأخرى في الغلاف الجوي.

وقتها لم يكن هناك اهتمام كبير بتلك المسألة، لأن نتائج الثورة الصناعية لم تكن تظهر بعد، أم الآن فتكمن أهمية الموضوع في أنه أصبح لا مناص ولا هرب من أنه بات يمس كل بيت مصري وعربي وأفريقي وعالمي.. وأًصبح لزاماً على الجميع التعرف على الظاهرة ولو الخطوط العريضة منها، لأن الموضوع جد خطير وكل منا عليه واجبات « سأوضحها لاحقا» لابد أن يؤديها، حتى يتسنى لنا مشاركة الدولة في التكيف مع الظاهرة والتخفيف من توابعها.

وبعيداً عن الدخول في العلوم والنظريات البيئية، دعونا نتفق على حقيقية علمية ثابتة، وهي أنه لولا الغلاف الجوي للأرض، المكون من 5 طبقات، لاختفت تماما كل أشكال الحياة على الكوكب.. فالغلاف الجوي هو صاحب الفضل الأول في ضبط مناخ الأرض وتوفير درجات حرارة مناسبة ورياح مختلفة، كما أنه يحميها من مكونات الأشعة الشمسية الضارة التي يتم تصفيتها تدريجيا خلال مرورها في طبقات الغلاف الجوي.. أما الأشعة النافعة وببساطة شديدة تنعكس نحو 25% منها إلى الفضاء، بينما يمتص الغلاف الجوي ما يقرب من 23% أخرى، فيما تخترق 52 % فقط الغلاف الجوي لتصل إلى سطح الأرض..هذا الأخير بالإضافة إلى مياه البحار يمتصان 46% من الأشعة، وهنا تحدث عملية الاحتباس الحراري، حيث تحتفظ الأرض والبحار بأشعة الشمس.

معلومة مهمة جدا لابد أن تعلمها عزيزي القارئ وهي أن الحرارة التي نشعر بها والمقصود بها الدفء ليست التي تأتي من السماء، وإنما النسبة التي تحتفظ بها الأرض والبحار من أشعة الشمس، هي التي تجعل الأرض دافئة، والغلاف الجوي والغازات المتواجدة بها مثل ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، تمنع تلك الحرارة من الخروج، وهذه هي ببساطة نظرية الاحتباس الحراري الطبيعية.

بالطبع تتساءل، إذا كان 52% من الأشعة تخترق الغلاف الجوي، وتقوم البحار وسطح الأرض معا، بامتصاص 46% منها، أين إذاً الـ 6% الباقية من تلك الأشعة؟.. الإجابة بكل بساطة، أنه من المفترض أن تعود أدراجها مرة أخرى إلى الفضاء كونها زائدة عن احتياجات الأرض.. ولكن للأسف هذا لا يحدث وهنا تكمن المشكلة الكبيرة التي نحن فيها الآن.

لابد أن تعلم جيداً أن أى خلل في مستويات الغازات التي سبق وأشرنا إليها داخل الغلاف الجوي وخاصة طبقة التروبوسفير (يعيش فيها الإنسان وسائر الكائنات الأخرى من نبات وحيوان ، ويوجد فيها معظم غازات الاحتباس الحراري وبخار الماء والملوثات) والتي تمتد من سطح الأرض حتى ارتفاع 18 كم عند خط الاستواء، أي خلل فيها سيؤدي إلى منع الـ 6 من أشعة الشمس من العودة مرة أخرى إلى الفضاء.. وهو ما حدث بالفعل وزادت تلك الغازات عن معدلاتها الطبيعية لعدة أسباب أهمها الثورة الصناعية.

ذلك بالطبع أدى في النهاية إلى احتباسها داخل تلك الطبقة وتزداد بذلك حرارة الأرض التي تؤدي إلى حدوث جفاف في بعض الأماكن التي لم يكن فيها جفاف ويزيد التصحر، كما تشتعل الأشجار من تلقاء نفسها بسبب السخونة التي تؤدي إلى حرائق كما في المغرب وفرنسا واليونان.. وايضا تسخن البحار فوق معدلاتها الطبيعية فتتبخر المياه بصورة أكبر عن المعتاد والطبيعي، وتنهمر في نفس أماكنها ولكن على هيئة سيول جارفة تؤدي بدورها إلى الفيضانات التي نشاهدها الآن كما في السودان وباكستان والصين.

المناخ كما هو معروف يتم قياسه على فترات زمنية بعيدة تصل إلى 35 سنة، ومنذ اكتشاف العلماء لارتفاع درجة حرارة الأرض في الستينات، لم يكن هناك شئ ملموس يؤيد وجود تغير في المناخ، رغم وجود ظاهرة الاحتباس المتزايدة، أما الأن فلا يوجد أدنى شك أن خلال تلك الفترة الزمنية وحتى اليوم حدث تغير كبير في الأحوال الجوية، الذي معه أيقنوا أن المناخ قد تغير فعلياً بفعل النشاطات البشرية.. وللحديث بقية.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة