محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

شبح ترامب والمربع صفر

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 09 سبتمبر 2022 - 07:36 م

عام ونصف العام مضى ولم يتبق الا شهران تقريبا او اقل لحسم المسألة الامريكية الايرانية بشأن الاتفاق النووى الذى تترقبه دول الخليج العربى واسرائيل بل والعالم كله لكبح جماح الطموح الايرانى نحو امتلاك السلاح النووى مفاوضات طويلة وشاقة اضطرت إليها الادارة لإعادة احياء الاتفاق الذى سبق توقيعه فى عهد الرئيس الامريكى الاسبق باراك اوباما عام 2015 وكان من اول قرارات الرئيس السابق ترامب الغاء الاتفاق والمعلومات المتاحة والقليلة عن الاتفاق الشامل بين الدول الكبرى وإيران تؤكد أنه مماثل للاتفاق السابق بنسبة كبيرة ولا يدفع إلى التفاؤل وهناك انباء عن بنود سرية يتكتم عليها الطرفان الامريكى والايرانى لكن المؤكد انه لن  يطول الوقت حتى يعرفها العالم وتنشر تفاصيله السرية.

الاتفاق يقترب ولم يتبق سوى بضعة أسابيع أمام المرشد الأعلى الإيرانى ليحسم أمره بالموافقة او الرفض، فالوقت يمضى وشبح عودة الجمهوريين يخيم على انتخابات الكونجرس فى نوفمبر المقبل والمؤكد انه سيصبح صعباً او مستحيلاً توقيع الاتفاق لو خسر الديمقراطيون الأغلبية فى مجلسى النواب والشيوخ وهو احتمال قائم لذلك الجميع يسابق الزمن ليرى الاتفاق النور قبل انتخابات الكونجرس وموسم التنازلات بدأ مبكرا خوفا من شبح دونالد ترامب.

امريكا تعهدت بحوافز ضخمة للغاية حتى توقف طهران برنامجها النووى وخروج طهران من الأماكن الملتهبة بالمنطقة ولكن ايران تماطل وتضع العراقيل كما لو كانت لاتريد الا اطالة الوقت لأكبر فترة ممكنة دون ان تتقيد ببنود اتفاق يحد من طموحاتها واطماعها بالرغم من ان فشل الاتفاق يعنى إطالة معاناة إيران وحصارها إلا فى حال هبت دولة مثل روسيا بدعمها وهى غارقة فى الحرب الاوكرانية او الصين لدعم اقتصادها بعقود طويلة الأمد لشراء نفطها وتمويل مؤسساتها لكن فى كل الاحوال الاتفاق الناقص شأنه شأن الاتفاق الفاشل كلاهما بلا عائد سوى استمرار القلاقل فى المنطقة.

الوقت يمضى وكأن الغرب وطهران فى سباق مسافات قصيرة وشبح ترامب والجمهوريين يطارد الحكومات الغربية والمفاوضين وهو ما ينذر باتفاق ناقص يشبه ولادة الطفل المشوه وقتها ستعود العلاقة بين طهران والغرب بل والعالم الى المربع صفر كما كانت قبل ثلاث سنوات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة