إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

قيم وأرقام !

إيمان أنور

الأحد، 18 سبتمبر 2022 - 07:43 م

بالأمس فقط .. تنبهت ان ذاكرتى لم تعد كما كانت .. ربما بدأ العمر يترك بصمته .. أو لعلها تأثيرات هذا الطقس الحاد المتقلب بين ساخن وبارد.


مع اقتراب دخول فصل الخريف.. وتحول الجو من قسوة الحر الى الاعتدال .. فدائما يصيبنى تغيرا ما مع بداية الخريف .. اما مرض او عرض .. لا استطيع تفسيره .. غير ان ايامى تخرج وتشذ عن نمطها الطبيعى فى هذا الوقت من العام ..
وحياتنا جميعا باتت صعبة .. خاصة فى مصر (العاطفية) التى تؤمن بالمشاعر قبل الأرقام.. واذا اكتشفت ان على حفظ عشرات الارقام السر.. وان غيرى مثلى ..


أحس ان الرقم اصبح سيد حياتنا !!.. ونحن اسرى له .. من رقم موبايلك المحمول ورقم هاتف بيتك مرورا برقم تليفون والدك وأمك وإخوتك واقاربك واصدقائك ..
 ومع هذا حفنة ارقام لمن يهمك امرهم فضلا عن مصادرك والصيدلية بجوارك والسوبر ماركت .. فتصحو بعد وقت وإذا بك لا تحفظ اى رقم !!.. وان الشريط سف !!..


ليس ذلك فقط وانما تأتيك أيضا الأرقام السرية .. رقم سرى لبطاقة حسابك البنكى ..
ورقم السر لإيميلك .. ولحسابك على الفيس بوك وتويتر وانستجرام.. شهادة ميلادك لها رقم .. ولذكرى يوم ميلادك رقم .. ولاولادك وزوجتك .. واعياد ميلاد كل فرد فى الاسرة رقم .. وعدد الاقساط لبعض مشترياتك وقيمتها وموعدها ..


كل الذكريات باتت قائمة على الرقم قبل المشاعر .. تحفظ رقم سيارتك.. وتحفظ أيضا رقم راتبك الشهرى .. ومقدار علاوتك المالية .. تحفظ ديونك .. وتحفظ تاريخ فك الوديعة فى البنك .. وتاريخ سحب الأرباح وقيمتها ..


كل شئ بات بكلمة سر والضغط على ارقام بعينها ليفتح ابوابه .. كل  شئ باستثناء القيم الانسانية والتى لا يمكن فك شفرتها بارقام مثل غيرها .. فرقمها السرى مودع فى القلب .. لا يتغير ولايتم السطو عليه ولا يمكن عبورها بالحساب !..
ما هذه الحياة التى توارت فيها المشاعر امام قسوة الأيام .. وباتت ارقام x ارقام وكلمات سر فى حروف !!..


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة