حمدي رزق
حمدي رزق


حمدي رزق يكتب: حتى تكافل وكرامة!!

حمدي رزق

الإثنين، 19 سبتمبر 2022 - 07:31 م

بياكلوا سُحْت، و سُحْت، مَكْسَب قبيح، غير مشروع، و نقلا عن (بوابة أخبار اليوم)، خففت المحكمة التأديبية لمستوى الإدارة العليا، عقوبة مدير إدارة بالجهاز المركزي للمحاسبات من عقوبة (اللوم) لـ(التنبيه)، لاتهامه بطلب معاش لنجله المعاق بصريًا من (تكافل وكرامة) بالمخالفة، لطلبه من جهة عمله مفردات مرتبه دون الحوافز والمكافآت لإثبات استحقاق نجله لهذا المعاش بالكذب.

خبر لم يلفت أحد، مر مرور الكرام، مثل هذه الأخبار العابرة تستوجب تمحيصا، نموذج للفساد الصغير، الفساد متناهي الصغر، وهذا فساد جد خطير، كالسوس ينخر فى عظام الدولة.
القضية ليست اللوم أو التنبيه، ولكن فى الطمع، حتى جنيهات الغلابة (تكافل وكرامة) لم تفلت من بين أسنان الديابة الصفراء، يتلمظون للكعكة فى يد الفقير، «الكحكة فى ايد اليتيم عجبة»، حتى «حسنة» تكافل وكرامة يسيل عليها لعاب الذئاب النهمة.

«تكافل وكرامة» عنوان الستر لملايين المتعففين، تحسبهم أغنياء من التعفف، لكن لصوص المال العام يتربصون بهم الدوائر، الفاسدون فى الجهاز الحكومى لا يعرفون للتعفف طريقا، يسلكون طرقا خفية لمص دم الفقراء، تكافل وكرامة ليست نهبا موزعا، ملايين البرنامج من لحم الحي، قبلة حياة لمن جار عليهم الزمن.

البعض يأكلون فى بطونهم نارا، سحتا وهم لا يشعرون بتأنيب ضمير .. ضمائرهم ميتة من زمان، محزن أن يسقط موظف مؤتمن على مصالح الناس من حالق طمعا في كسب رخيص.
وقائع قضية «تكافل وكرامة» تشى بالكثير، أخشى نموذجا للفساد متناهي الصغر، وهذا بيت القصيد، تقرأ عجباً، وقائع منشورة بالأرقام تؤشر على أن الفساد صار منهجاً، والاحتيال أسلوب حياة.

نفر من عديمي الضمير لا بيرحموا ولا بيسيبوا رحمة ربنا تنزل على الغلابة، قطعوا عنهم الحليبة والرايبة، حتى جنيهات الغلابة فيها مطمع .
فساد عجيب، فساد حتى النخاع، فساد ممنهج... هذا عصر الفساد متناهى الصغر.

وقائع القضية (أعلاه) ترسم نوعية الفساد الذى بات عليه نفر من صغار كبار المؤتمنين على المال العام، الفساد الصغير فى تكراريته يشكل فساداً عاماً، أخشى على هذه الدولة من سوسة الفساد تنخر فى عظامها.

للأسف شيوع مصطلح المصلحة، مصلحتي أولا، تعرف يعنى إيه مصلحة، كل يقضى مصلحة، يقضى وطراً، يخلص مصلحته، الفساد صار سنة مرعية، البعض يفسد الكل، وكل يفسد بعضاً، آفة حارتنا الفساد!!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة