الشاعرة رضا أحمد
الشاعرة رضا أحمد


شاعرة الجوائز تعترف: القسوة أنقذتنى من الفخ!

سمر نور

الأحد، 09 أكتوبر 2022 - 05:58 م

اعتبرت الشاعرة رضا أحمد ديوانها الأول «لهم ما ليس لآذار» خطوتها «المؤكدة» فى الشعر، وتقول عن ذلك: «وجد الديوان صدى واسعا وقراءات ملحوظة، كنت محظوظة فى هذا إذ أن شعراء كثيرين يخيفهم تصفح ديوانهم الأول بمرور السنوات، كان هذا العالم بعيدا جدا، لم أصدق أننى كنت أحد شخوصه المحركين للأحداث.

وتابعت: أجد كل ما ارتبط بصدور الديوان مخيفاً جداً بالنسبة إلى فتاة مثلي، والداها أميان ولا يوجد فى عائلتها شاعر أو قارئ مواظب ومنعزلة تقريبا، وكان أقصى طموحاتها أن تترك خلفها أثرا».

وكانت قد فازت مخطوطات دواوينها التالية: «قبلات مستعارة» و«أكلنا من شجرته المفضلة» و«سمكة زينة فى صحن الخلود» بجوائز عفيفى مطر ٢٠١٧ وحلمى سالم ٢٠٢٠ والمسابقة المركزية ٢٠٢١ بينما أصدرت ديوانها الرابع «الاعتراف خطأ شائع» الذى تناولت فيه مقطعا طوليا لسيرتها فى ٢٠٢١ عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وتشير «رضا» إلى أنه على عكس من دواوينها الأخرى التى تناولت فيها نظرات كلية للوجود والاغتراب وورطة الفقد والخسائر والمدينة كمسرح كبير للتناقضات والأرض كمنفى ووطن، ربما كانت هذه النظرات مغايرة وأكثر جرأة ولكنها تحمل رؤيتها.

ومعالجتها لكثير من الأفكار العالقة فى رأسها، وتضيف: «فى البداية شعرت بحرية فى التجريب والكتابة، لم أكن تحت ضغط التوقعات، الآن أشعر بمسؤولية تجاه كل قصيدة أكتبها، أرهقنى هذا الأمر خاصة فى وجود الجوائز التى حملتنى عبئا وجعلتنى دائما تحت الأضواء.

ورغم هذا أرى دائما تربص البعض تجاه كل ما أنشره من آراء؛ فأنا فى النهاية جئت وحيدة من بعيد ولست فى حسابات شلة ولا جماعة أدبية وليس لى أصدقاء يساندونني».


كانت بداية تطور رضا الشعرى نابعا من التفاعل مع النقد وانطباعات المهتمين، والتعامل مع ردود الفعل حول قصائدها الأولى وهو ما تعبر عنه قائلة: «نقد صديق أحد نصوصى وأخبرنى وقتها: هذه ليست قصيدة النثر، يومها سألت نفسى لماذا نصى ليس قصيدة، ماذا ينقصنى لأصبح شاعرة؟ وبدأت فى قراءة انتقائية لرواد وشعراء قصيدة النثر فى العالم، أشكر هذه القسوة لأنها لم تدعنى أسقط فى فخ التنظير والإحباط بل صبت كل اهتمامى للإطلاع على تجارب لها خصوصيتها وشاعريتها المميزة».

وارتبطت قصيدة النثر عند رضا بما وصفته ب»الحداثة واليأس من الشعارات الكبيرة والخوف من هيمنة أزمنة غابرة» إلا أنه أيضا كان التيار الشعرى الأقرب إلى التعبير عن حالتها ومفهومها لوضعها ك»مبدعة» وتقول عن ذلك: «أجد أنه أكثر التيارات الشعرية التى تضمنت شاعرات يكتبن نصا استثنائيا، ومختلفا فى بنائه الفنى وعمق فلسفته وتنوع موضوعاته إذ يختفى جنس الصوت الشعرى لصالح البعد الإنساني.

وفى معظمها بعيدة عن النسوية ولا يمكن وضعها تحت رؤى جنسانية.».. أرادت الشاعرة رضا أحمد فى طفولتها أن تكون رسامة، لكن الشعر اختارها فاعتبرته طريقتها الفريدة فى التعبير وتربيتة المواساة على كتفها، كما عبرت فى حوارنا معها عن علاقتها بالشعر قائلة: «تبدلت الصفحات البيضاء أمامى إلى حروف ورموز وأخيلة ومشاهد وصور، أحببت فكرة أن تكون مبدعا.

وغير أليف حتى لو رسم لك السطر الذى تسير عليه، تسللت أحلامى كلها إلى الشعر فصار حظوتى وحضورى والوطن الذى توجت فيه وتعذبت. « ومن بين صنوف الشعر كانت قصيدة النثر اختيارها منذ البداية وهو ما تشير إليه قائلة: اخترت قصيدة النثر لأنها أقرب إلى ذائقتى وعالمى وخياراتى الجمالية والمعرفية، أو ربما لأننى جلست إلى «أيقونات» الشعر القديم.

ولم أجد لديهم ما يواسينى أو يشبهني، فهى صارت المتن الشعرى الآن، لم أقف تحت المسمى طويلا فهذه إشكالية سببت هلعا للكثيرين بما يكفى لتجذبني، ولم يعد الجدل حول المصطلح مجديا، لأنه يعيدنا إلى بداية الأطروحات النقدية كل مرة نتناول فيها قصيدة وهذا جل ما يريده منتقدوها أن نقف عند هذا المستوى والنوع من التلقي؛ فقصيدة النثر إن لم تجد مساحتها فى الدراسة والتنظير والتأصيل الأكاديمى والنقدى وجدت جمالياتها وعوالمها المدهشة فى آلاف الإبداعات»

إقرأ ايضا | وزيرة الثقافة تناقش استعدادت معرض القاهرة للكتاب


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة