أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

تكسب يا حازم

أحمد عباس

الأحد، 16 أكتوبر 2022 - 06:55 م

الرجل صريح بلا اضطرار، جرىء إذا تطلب الأمر، شجاع اذا لم يجد بدًّا.. فى كل الأحوال أحب جسارته بل إننى بخبث صحفى لطيف أستفزها أحيانًا لما تراودنى طفوليتى وتلح عليّ لأسمع منه ما لا يمكن أن يخرج على لسان رئيس تنفيذى غيره فى قطاع الاتصالات، على أية حال.. حازم متولى -كما نحن جميعًا- له من اسمه نصيب أراه ليس قليلا، فالرجل فعلا حازم.


وحازم رئيس تنفيذى حالى لشركة اتصالات مصر «سابقًا»، التى تبدل اسمها ذات ظهيرة قريبة الى «&e» ولهذا التغيير نقاش حان ذكره، فلما سألت المهندس حازم متولى عن وجاهة تغيير العلامة والاستغناء عن اللون الأخضر «الزرعي» المميز لها، حكى لى فلسفة الشركة الأم الكائنة بالعاصمة أبو ظبى وكيف انها رأت ان صناعة الاتصالات ليس لها ان تستمر إذا تيبست عند حدود تقديم خدمات المكالمات أو الانترنت، لكن الأشطر والأكثر قدرة على الاستدامة والمواصلة سيكون المشغل الذى يستطيع الخروج من هذا الفخ لآفاق أوسع مثل «ميتاڤيرس» وخدمات المواطنين والتطبيقات وكل متعلق بالتكنولوجيا، لذا اختارت إدارة المجموعة التى يقودها مصرى ألا تضع حدا للاسم والعلامة وقررت «&e» تعبيرا عن «اتصالات وأكثر» وجعلتها كالنهايات الدرامية المفتوحة، ذلك أن العميل له ان يتخيل ما القادم دون تقييد طموحه، ثم لماذا تقبَّل العملاء تبديلا مماثلا من منافسين حدث فى أوقات سابقة؟ يسألنى هو بذكاء ظريف.. وهذا ما قاله بالضبط.
استرسل حازم فى شرح الفكرة ما استطاع وأنا أهُز رأسى كأننى أفهم، ثم الى هنا عاودتنى طفوليتى من جديد فسألته: هل تعلم ان نحو ستين بالمائة من عملاء الشركة لا يعرفون ان العلامة تغيرت؟!، للحظة بدا أننى أحبطت الرجل لكنه التقط منى الكلام وقال: هذه نسبة تقترب من الدقة لكن اصبر، كأنه يقول امنحنى وقتى ثم اقتلنى بعدها.


أحب ألا ينكر المسئول منطقا يميل للصحة ويمكن مناقشته لينفى مسئوليته، حازم استقبل سخافة تعليقى بابتسامة لست أفهمها لعله يصارحنى بمعناها عندما نلتقى أو بعدما ينتهى من القراءة وفنجان قهوته ويهدأ.. ذلك طبعًا لاننى «مش قده».


نفذ حازم بصراحته من يدى هذه المرة أيضًا لكن لن أدعه يفلت فى القادم اذن استعد يا باشمهندس وخذ هذه وأرنى صراحتك: الى أى مدى تستطيع شركتكم ضمان الاستدامة والتوسع فى أعمالها وتحسين جودة الخدمة وضخ استثمارات جديدة فى السوق المصرية فى ظل أزمة النقد الأجنبى الذى تلتهمه المعدات الآتية من الخارج وأسعار الطاقة ومقابل الايجارات التى تدفعها الشركة نظير مواقع محطات وأبراج والتضخم الذى يجب أن يوازيه تعديل رواتب للموظفين؟، سددت السؤال وأنا أغمض عينا وأفتح الثانية وأتحسب.


بهدوء أكبر رد حازم: صحيح ان الأزمة ضاغطة جدا ونحن نتواصل باستمرار مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لتعديل أسعار الخدمات وحتى الآن لم يحدث لكن وفى المقابل التلكؤ لم يعد اختيارا ولا مجال للتفكير به حتى من بعيد لبعيد، نحن نتوسع بكل ما أوتينا من قوة حتى وصلنا لسمعة «أقوى شبكة فى مصر» ثم ولتتحسن الأمور تباعًا، قالها بتروٍّ شديد كأنه يرانى أستسلم.


لكننى لست أستسلم بهذه الطيبة يا عزيزي.. على انفراد بعد مؤتمر صحفى جامع وشوشته: هل طلبتم بشكل رسمى ترددات جديدة لتشغيل الجيل الخامس؟، الى هنا انقلبت اللعبة وتملك منى وراهن حازم على أمانتى الصحفية ذلك أنه متأكد أننى لا أفشى سرا، فأيقن انه غلبنى فى ضربة قاضية، وأجاب بصراحة مفرطة تستأهل دهشتى وللأسف تستلزم الأمانة، على أية حال سِرك فى بير، تكسب يا حازم.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة