محمد سلامة
محمد سلامة


محمد سلامة يكتب: يا دولار... قولِّى رايح على فين ؟!

الأخبار

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 - 08:41 م

بقلم: محمد سلامة

الابتعاد عما هو «تقليدى» فى محاولات جذب تحويلات المصريين العاملين بالخارج ... دعوتهم الى الاستثمار فى وطنهم بشروط ميسرة ... واضحة ... اعفاءات من الضرائب لفترة ... اعفاء من الرسوم على وارداتهم من مستلزمات الانتاج ... خامات التصنيع ... توفير اراض لمشروعاتهم «مرفقة» دون مقابل ... بالمجان ... الافكار كتيرة لا حدود لها ... يمكننا على سبيل المثال وليس الحصر طرح مناطق صناعية كاملة المرافق على خارطة الطرق الرئيسية دون مقابل للمصريين بالخارج ... مناطق للتصنيع جاهزة بالمعدات ... مستلزمات الانتاج ... العمالة ... فرص التسويق ... ربطها بسلاسل الامداد فى الداخل ... الخارج ... اراض زراعية جاهزة للزراعة فوراً دون أى مقابل ... توجيه للزراعات الأكثر احتياجاً للسوق المحلى.

فى الخلفية صوت المطرب الكبير محمد عبد الوهاب - رحمه الله - يشدو بأغنيته الشهيرة «يا وابور قللى رايح على فين »... من بين كلمات الاغنية جاءنى صوته بعيداً جداً يغلفه مرارة ... شجن ... ربما حزن حاول ألا يبديه وان فضحته تنهداته ... بصعوبة بالغة استمعت الى كلماته يعيدها على مسامعى مرات ومرات ... الوضع على حاله ليس هنالك جديد ... يكاد يمر اليوم ولا «زبون» تأخذه قدماه الى فروع الشركة ... ما يأتينا غالباً من يريدون «دولارات» لزوم السفر الى الخارج ... تساءل فى تهكم مادامت هناك «تأكيدات» أن الدولار مستمر فى رحلة صعوده ...

كل من لديه «دولار» لن يجازف ببيعه الان انتظاراً لمزيد من المكاسب وهو حقه ... بالتأكيد أنت ... هو ... حتى انا لن تبادر ببيع ... التنازل عما لدينا من دولارات - إذا كان لدينا - الله سبحانه وتعالى يدرى كيف تحصلنا عليها ...  شقا سنوات من الغربة ... حصيلة صادرات ... ايرادات ربما يخشى التفريط بها تحسباً للاحتياج اليها مستقبلاً لاستيراد خامات ... مستلزمات انتاج فى ظل شح يعانيه «الأخضر» ... بالتأكيد انتظاراً لارتفاع جديد بأسعار صرف الدولار الذى ما بات على حاله ... كل يوم فى شأن ... كل يوم يخرج علينا احدهم ... بنوك استثمار عالمية ...  محلية تؤكد أن الدولار مصر على استكمال رحلة صعوده التى بدأها ولايزال وصولاً إلى ... أحدهم «يضرب» رقماً ... يزايد عليه آخر ... يتدخل ثالث رافعاً السعر الى عنان السماء ...  يقولون الجنيه «مقوم» بأعلى من قيمته ... يرددون القيمة العادلة للجنيه امام سيد العملات - الدولار-  يجب ان تكون ...  يطلقون اقاويل ... افتراءات احياناً ... اكاذيب غالباً  ...  الاتفاق مع صندوق النكد اقصد النقد الدولى يفرض علينا شروطاً لعل اهمها مزيد من الخفض لقيمة الجنيه ... فى المقابل تخرج علينا اقتراحات بدعوة المصريين فى الخارج الى  التنازل عن «حفنة» دولارات يقابلها الافراج عن سياراتهم دون رسوم ...  تناسوا ربما ان السيارات الواردة من الخارج أغلبها «اوروبى» المنشأ وهو معفى بحكم الاتفاق مع الاتحاد الاوروبى من الرسوم الجمركية ... جمارك « صفر» ... دائماً ما نستسهل الحلول ... نلجأ الى أفكار لم تغادر الصندوق  ... إن غادرته تضل طريقها الينا ... تأتينا بملامح مختلفة لكنها نفس النتائج ... نظرة سريعة حولنا أغلب المصريين فى الخارج أن لم يكن جميعهم يعانون الامرين من الازمة الاقتصادية العالمية التى أرخت ستائرها «القاتمة» على المشهد الاقتصادى المصرى ومن قبل العالمى ... مصريون يسرحون من اعمالهم فى الخليج لاعتبارات ... صيحات هنا  ... هناك باللجوء الى العامل «المحلى» تقشفاً  ربما ... محاولة للاحتفاظ بالعملة « الصعبة « دون خروجها بعيداً ... مصريون آخرون يعانون مستويات غير مسبوقة من ارتفاع الاسعار طالت كل شىء ولا تزال تصر على مواصلة الفتك بآخر ما لديهم من «قروش» عمر ضاع فى غربة لا ترحم ... كل ما يبتغيه «المصرى» حين عودته الى أرض الوطن فقط مصدر يوفر له رزقا يكون سنداً له امام غلاء لا يرحم ... تضخم أكل الاخضر ... اليابس ... مصدر دخل دائم ... متغير يحميه من تقلبات اقتصاد عالمى بات على المحك لا ندرى غده على أى شاكلة يأتينا ... الأمر يتطلب افكاراً خارج الصندوق ... الابتعاد عما هو «تقليدى» فى محاولات جذب تحويلات المصريين العاملين بالخارج ... دعوتهم الى الاستثمار فى وطنهم بشروط ميسرة ... واضحة ... اعفاءات من الضرائب لفترة ... اعفاء من الرسوم على وارداتهم من مستلزمات الانتاج ... خامات التصنيع ... توفير اراض لمشروعاتهم «مرفقة» دون مقابل ... بالمجان ... الافكار كتيرة لا حدود لها ... يمكننا على سبيل المثال وليس الحصر طرح مناطق صناعية كاملة المرافق على خارطة الطرق الرئيسية دون مقابل للمصريين بالخارج ... مناطق للتصنيع جاهزة بالمعدات ... مستلزمات الانتاج ... العمالة ... فرص التسويق ... ربطها بسلاسل الامداد فى الداخل ... الخارج ... اراض زراعية جاهزة للزراعة فوراً دون أى مقابل ... توجيه للزراعات الأكثر احتياجاً للسوق المحلى ... التصدير ... توفير المعدات الزراعية ... البذور ... الاسمدة ... الايدى العاملة ... مراكز التسوبق ... مصانع التعبئة والتغليف ... إقامة اسواق حضارية تنتشر بين تلك المناطق الزراعية مهمتها توفير أماكن للعرض... التسويق ... البيع ... تدشين مصانع «تسليم مفتاح» لتصنيع المنتجات الزراعية المختلفة ... عقود مع كبرى سلاسل التوزيع المحلية ... العالمية لتوزيعها ... طرح اراض للاسكان بأنواعه اهمها المتوسط أمام المصريين بالخارج ... عمارات ... شقق ... محال تجارية ... عيادات ... مخازن ... مدارس ... مراكز تجارية ...  شاليهات بالساحل ... السخنة ... شواطئ مصر على امتدادها... السداد بالأخضر  الامريكانى ... تسهيلات ... خصومات للسداد الفورى ... تيسيرات للسداد الاجل بعائد بسيط او حتى دون عائد...  الأفكار كثيرة لا حدود لها... يجب ان نضع فى اعتبارنا أن المصرى المغترب مهما طال به الامد ربما خلاف كل الجنسيات الأخرى جذوره وهو حق تضرب فى أعماق ارضه ... وطنه ... لم يغادره الا مضطراً ... مكرهاً سعيا وراء «لقمة عيش» ... هذا المصرى ربما... بالتأكيد لا يمتلك فى الأغلب مقومات اقامة مشروع ... ادارته ... تسويقه ... الامر يتطلب مشروعاً «جاهزاً» ... تسليم مفتاح كما يقولون مع متابعة دائمة من اولى الخبرة ... يأتى ههنا دور البنوك التى دوما ما تتدخل فى كل الاوقات ... الازمات ... الظروف الطارئة قبل المعتادة ... طرح أوعية ادخارية الاعلى عائدا بالعملات «الصعبة» ... قروض فى المقابل بالجنيه لأصحاب تلك الودائع ... تخفيضات بمشروعات البنوك العقارية ... تيسيرات فى السداد الآجل ... مزايا فى التعاملات الرقمية ... إمكانية الايداع والسحب من اى من البنوك محل اقامة المصرى المغترب ...

يقول الامام على كرم الله وجهه «استغن عمن شئت تكن نظيره ... امنن على من شئت تكن اميره ... احتج الى من شئت تكن اسيره ... لخصها الامام ... كلما زادت حاجتك الى شىء غلا ... ارتفع ... تدلل عليك ... البداية الاستغناء عن الدولار واخواته ... الاستغناء عن الاستيراد ... التحول الى الانتاج ...  تغطية الحاجات «الاساسية» محلياً ... لقمة العيش ... «الهدمة» يرتديها المصرى من منتجات بلده ... السيارة ... مستلزمات الانتاج ... الخامات ... كل احتياجاتك الحياتية ... اليومية يجب ان تكون من «فأسك» ... من أرضك ... مصنعك ... ما زاد عنها الامر لك ... تستغنى ... تبقى عليها ... لا ضرر ...  يومها لا يعنينا الدولار على فين !!! .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة