زينب عفيفي
زينب عفيفي


زينب عفيفي تكتب: بهاء طاهر

أخبار اليوم

الجمعة، 28 أكتوبر 2022 - 05:27 م

بالأمس حلمت به، كأنه عنوان لإحدى قصصه، طاهر فى حواره بهىّ فى كلامه، حلو فى همسه، محبب فى عناده، شاغلا خيالا عشت أحلم بلقائه، ولحسن حظى التقيت به مرات عديدة فى حوارات ضمها كتابى « موعد مع الورق».

إن أجمل ما فى كتابات المبدع بهاء طاهر أنها تعتقلك منذ اللحظة الأولى للشروع فى قراءتها.. فلا تستطيع الإفلات منها إلا بعد الانتهاء من آخر كلمة فى آخر سطر، ثم يتركك مشدودا إلى خيوط أحداث رواياته متأثرا بمواقف أبطاله، وغالبا ما تعيد قراءة ما يكتبه مرات وكأنك فى حالة اسر اختيارى لذيذ!. 
وعندما سألته يوما: ما الذى تمثله لك مجموعتك القصصية «لم أكن أعلم أن الطواويس تطير»؟ وهى آخر مجموعاته.

أجابنى برقته المعهودة:
أنا لست كاتبا غزير الإنتاج، لان كتابة القصة القصيرة تحتاج إلى مجهود وبعض من الوقت إلا باستثناء عباقرة القصة القصيرة أمثال تشيكوف ويوسف إدريس، فإنتاجى لا يقاس بإنتاج هؤلاء العباقرة لأنى مقل جدا فى الكتابة. ولكنه كعادته المبهرة فى الكتابة وجدت فى مجموعته القصصية الأخيرة الرائعة «لم أكن أعرف أن الطواويس تطير»!! فنا راقيا للقصة القصيرة بعد أحد عشر عامًا على صدور آخر مجموعاته القصصية: «بالأمس حلمت بك». ليكمل مسيرته القصصية التى بدأت عام 1972 بصدور أولى مجموعاته: «الخطوبة»، عندما وصفه يوسف إدريس بأنه كاتب «لا يستعير أصابع غيره».

ورغم ما أكده كاتبنا الكبير عن فن كتابة القصة القصيرة.. إلا أننى على يقين بأن الإبداع لا يقاس بالكم وإنما يقاس بالكيف.. وأن قراءة أى عمل من أعماله تؤكد حقيقة أنه كاتب مبدع مختلف.. يكتب حينما تلح عليه الأفكار فنجد أنفسنا كقراء جزءا لا يتجزأ من أحداث رواياته!

بهاء طاهر سيظل المبدع الذى لم تغيره الأزمنة، الثابت على مبادئه، المحب للحرية، العاشق للإبداع، سيظل باقيا رغم الرحيل الذى أوجع قلوبنا، وما أعطانا من إبداعه كى يخفف عنا غيابه. 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة