ريزان العرباوي
ريزان العرباوي


لعنة الريحاني.. و آخرون

ريزان العرباوي

الخميس، 03 نوفمبر 2022 - 09:29 ص

لماذا‭ ‬يلاحق‭ ‬سوء‭ ‬الحظ‭ ‬أعمال‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية؟‭.. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬الدرامي‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬هاما‭ ‬كمصدرا‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬التثقيف‭ ‬التاريخي‭ ‬والفني‭, ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونه‭ ‬وسيلة‭ ‬ترفيه‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إشباع‭ ‬فضول‭ ‬المشاهد‭ ‬لمعرفة‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياة‭ ‬الشخصيات‭ ‬الهامة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭, ‬فإن‭ ‬تم‭ ‬حياكة‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬فني‭ ‬إحترافي‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬عناصر‭ ‬النجاح‭ ‬المطلوبة‭ ‬لهذا‭ ‬النمط‭ ‬الدرامي‭, ‬من‭ ‬ذكاء‭ ‬ومهارة‭ ‬ودراسة‭ ‬جيدة‭ ‬وافية‭ ‬للشخصية‭ ‬والتطرق‭ ‬للمحطات‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬مشوارهم‭ ‬الثري‭ ‬للوصول‭ ‬للقدرة‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬سطور‭ ‬دفتر‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬والمهنية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الراحلون‭ ‬إلى‭ ‬حكاية‭ ‬درامية‭ ‬مطعمة‭ ‬بإتقان‭ ‬شديد‭ ‬وجرأة‭ ‬كبيرة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتقص‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬عنصري‭ ‬الإبهار‭ ‬والجذب‭, ‬والابتعاد‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬عن‭ ‬التحفظ‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تنجرف‭ ‬إليه‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬التطرق‭ ‬لهفوات‭ ‬وأخطاء‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭, ‬فيقع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬المثالية‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬صورة‭ ‬ملائكية‭ ‬لا‭ ‬تخطئ‭ ‬ولا‭ ‬تمتلك‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭, ‬فيتحول‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬لعنة‭ ‬تطارد‭ ‬صناعه‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬رصد‭ ‬ميزانية‭ ‬ضخمة‭ ‬لهذا‭ ‬النمط‭ ‬الدرامي‭ ‬ليتمكن‭ ‬العاملون‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬روح‭ ‬الماضي‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحقبة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬بطل‭ ‬الحكاية‭, ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتعثر‭ ‬ويؤل‭ ‬إلى‭ ‬أدراج‭ ‬مغلقة‭, ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬البند‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬إخفاق‭ ‬مسلسل‭ ‬“الضاحك‭ ‬الباكي”‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬بعض‭ ‬التفاصيل‭, ‬والذي‭ ‬يقدم‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬للراحل‭ ‬نجيب‭ ‬الريحاني‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬المخرج‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬أحد‭ ‬أعمدة‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭, ‬وأكد‭ ‬فاضل‭ ‬في‭ ‬حواراته‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬كان‭ ‬يتطلب‭ ‬ميزانية‭ ‬ضخمة‭ ‬للقدرة‭ ‬علي‭ ‬تجسيد‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬الزمنية،‭ ‬ولكن‭ ‬الميزانية‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭.‬

فلم‭ ‬يسلم‭ ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬الحلقات‭ ‬الأولى،‭ ‬والتي‭ ‬صاحبها‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬الكبير‭.‬

لست‭ ‬هنا‭ ‬بصدد‭ ‬رصد‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬اخلت‭ ‬بمتن‭ ‬العمل‭ ‬وسياقه‭ ‬الدرامي‭.. ‬فقد‭ ‬نال‭ ‬نصيبه‭,‬علينا‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬نتحلى‭ ‬بالموضوعية‭ ‬وعدم‭ ‬إصدار‭ ‬أحكام‭ ‬مسبقة‭ ‬وتقييم‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬فني‭, ‬لفك‭ ‬تعويذة‭ ‬دراما‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬وتحريرها‭ ‬من‭ ‬لعنة‭ ‬الإخفاق‭, ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يلحق‭ ‬المسلسل‭ ‬بالأعمال‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬عصف‭ ‬بها‭ ‬الحظ‭ ‬العاثر‭ ‬كمسلسل‭ ‬“السندريلا”‭ ‬و”أسمهان”‭ ‬و”العندليب”‭ ‬وغيرهم‭.‬


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة