نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

COP 27 خطوة نحو العدالة

نوال مصطفى

الأربعاء، 23 نوفمبر 2022 - 06:10 م

 انتهت أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى COP27، ولكن علينا أن نتمسك بأثره وأن نستمر فى تسليط الضوء على نتائجه التاريخية التى لأول مرة تنتصر للدول الفقيرة، وعندما أؤكد أن اتفاق تعويض الخسائر والأضرار للبلدان النامية كان تاريخياً فهو ليس كلاماً مرسلاً أو من دافع وطنى تجاه بلدنا مصر؛ لكن هذا ما يؤكده الموقع الرسمى للأمم المتحدة.

الذى نشر تصريحاً لأنطونيو جويتريش السكرتير العام للأمم المتحدة قال فيه: «لقد خطى COP27 خطوة هامة نحو العدالة».

فالتغير المناخى أخطر على كوكب الأرض من جائحة كورونا، وضحاياه بالملايين سنوياً نتيجة الكوارث الطبيعية التى يسببها، هى حقيقة واقعة يستطيع أى إنسان أن يتعرف عليها. أشعر أن كوكب الأرض أصبح كسيارة مسرعة نحو منحدر تحتاج إلى عقل راجح وقيادة ماهرة كى تجنبها مستقبلا مظلما، إن لم يتحرك الجميع والآن. وهو ما أعجبنى فى شعار مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى الذى انعقد فى شرم الشيخ، فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر القادم، تحت عنوان «معاً من أجل التنفيذ».

وقدمت مصر مثالاً رائعاً ومشرفاً على احتضان واستضافة أكبر الأحداث العالمية مثل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى COP27، وهى قمة يحضرها قادة وزعماء العالم من 197 دولة، والتى يضع عليها الكثير من النشطاء والمهتمين أملاً كبيراً فى دفع العمل من أجل الحفاظ على البيئة، ورفع وعى الجميع بما يمثله من مخاطر جمة على ملايين البشر حول العالم.

والأمر المثير للشفقة هو أن البلدان النامية والفقيرة هى الأكثر عرضة للآثار الضارة للتغير المناخى، كالفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، الناجمة عن استخدام الدول الغنية والمتقدمة للوقود والفحم الأحفورى اللازم للصناعة. وكأن كتب على هؤلاء الفقراء أن يعيشوا تحت رحمة الأغنياء ويموتوا أيضاً بسببهم. وإن انتهى عصر الاستعمار الحدودى.

وتنظر هذه الدول لنفسها كضحية للتغير المناخى، بينما تساهم بشكل متواضع فى انبعاثات الغازات الدفينة. وتتسبب 6 دول فقط فى النصيب الأكبر من هذه الانبعاثات. وتطلب هذه البلاد من الدول الغنية الوفاء بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار سنوياً لمساعدتها فى التأقلم مع التغير المناخى. كما تطلب الاعتراف بالأضرار والخسائر التى تعرضت لها، كالآثار المترتبة على ارتفاع منسوب مياه البحر أو الفيضانات المتكررة.

وقد أثبت العلماء أنه من أجل تجنب أسوأ آثار تغير المناخ والحفاظ على كوكبنا صالحاً للعيش، يجب أن تقتصر زيادة درجة الحرارة العالمية على 1٫5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. أى أواخر القرن التاسع عشر.

وقد ينظر البعض إلى أن العلماء والمهتمين بالبيئة يهولون من آثار التغير المناخى لكن الحقيقة أن الأثر رهيب وممتد ومستمر منذ سنوات، مثل ارتفاع درجات الحرارة فمع ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض. تشتعل حرائق الغابات بسهولة أكبر وتنتشر بسرعة أكبر عندما تكون الأجواء أكثر سخونةً. وقد ارتفعت درجات الحرارة فى القطب الشمالى بسرعةٍ مضاعفة على الأقل عن المتوسط العالمى.

القضية مثل قطع الدومينوز تسقط واحدة تلو الأخرى، كرة ثلج كبيرة تتدحرج من قمة جبل آخذة فى الكبر، يجب أن نواجهها الآن قبل أن تصبح وحشاً يدمر مستقبل كوكبنا. أعتقد أن على العالم أن يؤسس لعدالة مناخية حقيقية بعد الخطوة الهامة والجبارة التى أنجزتها مصر بتصميم وإرادة كانت واضحة جداً، سيظل مؤتمر شرم الشيخ فى أذهان العالم نقطة فارقة فى تاريخ قضية ومسيرة المناخ.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة