حمدي مبارز
حمدي مبارز


حمدي مبارز يكتب: كأس العالم.. الأرض بتتكلم عربي

الأخبار

الخميس، 01 ديسمبر 2022 - 08:22 م

دائمًا للحقيقة عنوان واحد.. والحقيقة التي نتحدث عنها هنا هى أن كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليًا فى دولة قطر ذات مذاق خاص من كافة الجوانب، يختلف من يختلف ويتفق من يتفق وتظل الحقيقة أن هذه الدولة العربية الصغيرة نجحت وتجاوزت كل الصعوبات والعقبات لتصل إلى الإبهار الذى نال رضا الجميع لتكتب تاريخًا ليس باسمها فقط بل باسم العرب جميعًا، حيث إن الهوية العربية حاضرة بكل قوة، ودعونا نستعير كلمات أغنية الفنان الكبير الراحل سيد مكاوي «الأرض بتتكلم عربي».

فتلك هى المرة الأولى التى تقام فيها هذه البطولة العالمية الكبرى، التى يمتد عمرها 92 عامًا فى منطقة الشرق الأوسط وعلى أرض عربية وبنكهة عربية إسلامية خالصة تجعلنا جميعًا كعرب نشعر بالفخر والعزة بعيدًا عن الصغائر وخيابات البعض.

وبكل تجرد وبموضوعية تامة فإن التنظيم والإعداد فاق كل التوقعات، فعندما تقدمت قطر لأول مرة بملف لاستضافة الحدث الرياضي الأكبر في العالم عام 2009 سخر الكثيرون واعتبروا أنها مزحة، وتساءلوا.. كيف لهذه الدولة العربية التي لم يتعدَ تعدادها السكاني آنذاك 2 مليون نسمة أو أقل ومساحتها الصغيرة وفنادقها المحدودة وشبكة مواصلاتها السيئة أن تفكر فى استضافة المونديال، وليس ذلك فقط بل إنها دولة ذات مناخ حار جدًا، خاصة فى التوقيت الذى اعتاد أن تقام فيه البطولة وهو شهر يونيو كل 4 سنوات.

إلا أن قطر أوجدت حلولًا عملية لكل مشكلة وقدمت الضمانات الكافية التي أقنعت الجميع بقدرتها على استضافة الحدث، وكان أولها أن أقنعت المسئولين عن اللعبة فى العالم بأن تقام البطولة فى شهر نوفمبر وليس يونيو، وأنها ستقوم بتركيب أجهزة تكييف هوائي في كل الملاعب والاستادات.

ومنذ أن أعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم فى الثانى من ديسمبر عام 2010 عن فوز قطر باستضافة البطولة عام 2022، بدأ القطريون مشوارهم وقبلوا التحدى وخلال السنوات الاثنتى عشرة الماضية أسسوا قطرًا جديدة بفنادق كثيرة وشبكة طرق حديثة ومتطورة واستادات غير موجودة فى أى مكان فى العالم، ولم تكن الأموال الكثيرة التى أنفقت على البنية التحية هى العامل الأساسى فقط، بل الرغبة والإرادة والتحدى والاستعانة بذوى الكفاءة من كل مكان.

وبدون الخوض فى تفاصيل مثل حفل الافتتاح المبسط الذى بدأ لأول مرة بتلاوة القرآن الكريم للتأكيد على الهوية والثقافة والرسائل التى حملها الحفل والأحاديث النبوية التي كتبت في كل ركن عم سماحة الإسلام وحب الخير للغير والتآخي بين الشعوب وتوصيل سماعات أذان المساجد بالملاعب وتوزيع كتب عن تاريخ العرب والمسلمين وغيرها من الأمور التي كان لها مردود إيجابي نحو تعريف شعوب العالم بالثقافة العربية، فأن كل شيء في المونديال مبهر الملاعب والجماهير والنقل التليفزيوني والأمن والامان وسائل النقل وغيره وغيره.. كل شيء يشير إلى أننا أمام كأس عالم استثنائي.

والأهم هو التواجد العربي القوى على مستوى المنتخبات المشاركة فى البطولة والبدايات المبهرة للفرق العربية ، ولعل أهمها فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين 2-1 فى حدث تاريخي غير مسبوق، وكذلك تعادل تونس مع الدنمارك وتعادل المغرب مع كرواتيا.

الخلاصة أننا كعرب نشعر لأول مرة منذ انطلاق هذه البطولة عام 1934، أننا ليس مجرد ضيوف عابرين بل نحن من نصنع الحدث باستضافته وبتأكيد هويتنا وثقافتنا وعروبتنا ورفض كل ما يخالف تقاليدنا وعاداتنا، وبمشاركة قوية لفرقنا وجمهورنا لنرفع صوتنا عاليًا ونقول «الأرض بتتكلم عربى».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة