جمال الزهيرى
جمال الزهيرى


الإشارة حمرا

لهذا نفشل.. وهم ينجحون

جمال الزهيري

الجمعة، 02 ديسمبر 2022 - 04:45 م

اسدل الستار على دور المجموعات فى كأس العالم  قطر ٢٠٢٢  بكل زحام مبارياته وإثارته ومفاجآته.. وينطلق اليوم دور الستة عشر بطريقة خروج المغلوب. «تعظيم سلام» لكل الفرق العربية والافريقية التى اجتهدت وغادرت او مازالت محاولتها المونديالية مستمرة على جهودهم التى بذلوها فى هذا المحفل الكروى العالمى الكبير..

وكرويا قدمت السعودية وتونس والمغرب والسنغال وغانا والكاميرون وجها جديدا مشرفا للكرة العربية والافريقية. والحق انى كنت متفاعلا بشكل كبير مع كل هذه الفرق بدافع انتماءاتى العربية الافريقية. قمة الفرحة بلاشك تمثلت فى الفوز السعودى التاريخى على الارجنتين بقيادة ميسى والفوز التاريخى لتونس على فرنسا بطلة العالم.

وفى اعتقادى ان الظاهرة التى كشفت عنها المشاركة العربية والافريقية هى المبالغة فى الفرحة والتركيز على الانتصارات قصيرة المدى والانشغال بها لدرجة تحرمها من مواصلة السعى لتحقيق انجاز حقيقى..

فالفوز على الارجنتين مثلا كان الهدف الاكبر للمنتخب السعودى والفوز على فرنسا يعادل الدنيا ومافيها بالنسبة لتونس..

وفى المقابل تحتفظ الفرق الاجنبية بهدوئها وتركيزها لتحقيق الهدف الاكبر والمحصلة الاجمالية بتخطى دور المجموعات..

ولعل هذا ما يجعلنى اتمنى مجددا ضرورة تغيير «المنتاليتى» أو العقلية التى تعيد ترتيب الاولويات ..

الارجنتين خسرت وتأهلت..

وفرنسا لعبت بتشكيلها الاحتياطى امام تونس بعد ان ضمنت التأهل ولما تقدم التوانسة حاول مدربها ديديه ديشامب استدراك الموقف باشراك النجوم ولكن الوقت لم يسعفه حتى للتعادل.

انه الفرق بين الواقعية المطلوبة والمبالغة المرفوضة.

وهذا ما حرم بعض العرب والافارقة من تحقيق ما يليق بمستواهم الحقيقى. نحن نفقد «اتزاننا النفسى» بسبب فوز او هزيمة بينما «هم» يجيدون الاحتفاظ باتزانهم فى حالة الفوز او الهزيمة ويتعاملون مع مباريات المجموعات باعتبارها تجميعا للنقاط لتحقيق هدف اكبر مهما كانت الصدمات المبكرة ونحن لا نجيد ذلك.

نحن نفرح «بقليله» وهم ليس لطموحاتهم حدود ولهذا فنحن نفشل وهم ينجحون.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة