الأحد، 11 ديسمبر 2022 - 07:58 م

لدى يقين أن الأرزاق بيد الله. أقولها دائما لأبنائى، وللجيل الجديد اللاهث وراء الكسب المادى السريع. المهم العمل بالأسباب، والاجتهاد بشرف وإخلاص وأمانة، ثم الرضا بما قسم الله. ما ينطبق على الأفراد ينسحب على الدول. فالله هو الرزاق. والأدلة أمامنا. فقد رزق سبحانه وتعالى دولا عديدة بالنفط والغاز أو الذهب والماس ، فازدهرت اقتصاديا وغمرت الخيرات أرجاءها. خذ مثلا دولة صغيرة مثل قطر التى رزقها الله بحقل غاز الشمال، الأكبر على مستوى العالم، باحتياطى 900 تريليون قدم مكعب، ويمتد من الشاطئ القطرى حتى الشاطئ الإيرانى، وتعادل مساحته نصف مساحة أرض قطر.

وربما يكون اكتشاف هذا الحقل عام 1971 هو السبب فى انسحاب قطر من اتحاد الإمارات العربية قبل إقراره، وإعلانها دولة مستقلة. وبفضل هذا الاكتشاف تحولت قطر من دولة فقيرة إلى صاحبة أعلى دخل للفرد فى العالم، اللهم لا حسد. وما حدث فى قطر، تكرر فى دول الخليج المجاورة بدرجات متفاوتة، إنها إرادة الله. ويمكن أن يحدث فى مصر، بين ليلة وضحاها. وهو ما بدأت بشائره تلوح فى الأفق. ففى عام 2015 تم اكتشاف حقل ظهر باحتياطى 31 تريليون قدم مكعب، لتتحول مصر بعده من دولة مستوردة للغاز إلى دولة مصدرة. وقفزت إلى المركز 13 عالميًا فى إنتاج الغاز، والثانى أفريقيًا عام 2021.

وتوالت الاكتشافات وإن كانت باحتياطيات أقل. وأخذت مصر بالأسباب، فوقعت 108 اتفاقيات نفطية مع شركات عالمية للبحث عن النفط والغاز. كما أنشأت منتدى غاز شرق المتوسط. وعقدت شراكات استراتيجية مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية فى مجال الطاقة. وزادت بشائر الخير، حيث أعلنت شركة شيفرون الأمريكية الأسبوع الماضى عن اكتشاف حقل غاز جديد بالبحر المتوسط أمام العريش، وهو «نرجس 1x»،و تبلغ احتياطياته 3.5 تريليون قدم مكعب من الغاز، وهو أول اكتشاف من نوعه للشركة الأمريكية فى مصر. كما تم نشر معلومات أولية عن اكتشاف شركة إينى الإيطالية حقل غاز ضخما قبالة العريش أيضا، اسمه «ثريا» يجرى حاليا تقدير احتياطياته، التى تتراوح بين 11 - 17 تريليون قدم مكعب.

وهو ما سيكون بمثابة دفعة كبيرة لإنتاج الغاز الطبيعى بمصر، وبالتالى زيادة الصادرات المصرية التى تنعكس بالخير على أهل مصر.. فحمدا لله على «نرجس» و «ثريا» و«ظهر» ، وندعوه سبحانه أن يرزقنا بالمزيد.