سكينة سلامة
سكينة سلامة


لحظة سكينة

بين الماضى والمستقبل

الأخبار

الأربعاء، 14 ديسمبر 2022 - 05:56 م

اعتدنا الحنين إلى الماضى لدرجة انه عندما يسأل أحدنا عن الزمن الذى قد يود العيش فيه نسمع عن أمنيات للانتقال إلى فترة الأربيعينيات والعشرينيات، أوحتى عصور الفراعنة .

لسبب ما يغمرنا التفكير فى الماضى بحالة من الاطمئنان و الهدوء. فنحن إلى أيام قرأنا عنها الكثير، إلى ضحكات يخيل إلينا سماعها، نحن إلى أزمنة سمعنا عن حلوها ولا ندرك شيئا عن مرها.

ننسى أو ربما نتناسى أن ما يجذبنا فى تلك الأيام هو مجرد صور و حكايات تبهرنا برغم أن شخصياتها قد لا تختلف عنا كثيرا. فمن المؤكد انها كان لها حظها من الحيرة والصراعات الداخلية، ناهيك عن التحديات التى يفرضها كل عصر على أفراده شاءوا أم أبوا.

ما يحيرنى هو انه لا جديد فى الماضي، قرأنا عنه و عرفنا الكثير ورأينا أطلال الأقدمين، و قد يحمل كل منا بالفعل صورة ذهنية واضحة لهذه الأيام ، وهى فى رأيى بها الكثير من المشقة التى إن تمعنا بها أشك أن نحسد أهلها عليها ، فلم هذا الشوق إليها إذن؟ أم أنه الشوق إلى المألوف؟ ما نعرف بالفعل؟ فنحن نعرف متى يقع الزلزال ومتى يشتد الجفاف، متى يعتدى غرباء على الوطن ومتى يرحلون، لا مفاجآت!

ربما هذا هو ما يجذبنا إلى الماضى و يدفعنا بعيدا عن المستقبل.

هذا المجهول الذى يصعب علينا تخيله! وخاصة مع سرعة المتغيرات فيما حولنا الجغرافية والسياسية والاقتصادية، والقفزات العلمية والتكنولوجية والتى تجعل من مهمة تخيل كيف سيكون المستقبل أصعب كل يوم.

ولكن أليس هذا وحده كافيا للاشتياق إليه؟ إلى زمان لا نعرف عن أهله الكثير؟ ألا يحركنا الفضول لأن نتمنى أن نكون جزءا من هذا العالم الجديد حيث تطير السيارات، و نرى الروبوتات فى الشوارع جنبا إلى جنب مع البشر، حيث يعيش البعض منا بالفعل فى الفضاء على أرض كواكب أخرى. أ

لا نرغب فى رؤية كيف سيعمل العقل البشرى عندما يحتوى على شرائح إلكترونية؟! أين ذهبت تلك القوة الخفية التى تنيرالعقل فيقفزإلى اللامعروف بلا خوف أو تردد ، وإنما بتوق و خفة لاهثا لمعرفة المزيد وتجربة الكثير؟!


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة