د. سيد غنيم
د. سيد غنيم


قلم ووطن

اليابان بين الحرب الأوكرانية والشرق الأوسط

الأخبار

الخميس، 15 ديسمبر 2022 - 07:26 م

تلقيت دعوة من جامعة طوكيو لعرض رؤيتى الاستراتيچية حول الأبعاد العسكرية للحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الأمنية على الشرق الأوسط واليابان.

وبحضور صناع القرار من الوزارات والجهات المتخصصة، بدأنا الندوة الاستراتيچية لجامعة طوكيو والتى تلاها ندوتان حول شرق آسيا والنقل الدولى.

وعن أهم الآثار الأمنية للحرب على الشرق الأوسط والتى ناقشناها خلال محاضراتى التى وصلت لساعة قبل النقاشات، فكانت ما ستواجهه مشتروات الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية بواسطة دول الشرق الأوسط من تأثر سلبى، خاصةً من قبل الدول العربية، مع توقع زيادة مشتروات تلك الدول من الأسلحة والمعدات العسكرية من الدول الغربية ودول شرق آسيا فى المقابل، وتزايد أسعار الطاقة بأنواعها سواء الوقود أو الغاز الطبيعى وحتى الطاقة الكهربائية، فضلاً عن زيادة معدلات التضخم العالمية والتى أثرت بشدة على الدول التى تمارس إصلاحات اقتصادية كبيرة. وكذا تزايد مشاكل الأمن الغذائى، خاصة الحبوب، الواردة من روسيا وأوكرانيا.

وقد توصلنا إلى أن الدول الفقيرة هى الدول الاكثر انفاقاً على الغذاء خاصةً الحبوب. والعجيب أن اليابان، دولة الاقتصاد القوى، لم تسلم من كل هذه الآثار السلبية، فقد انخفضت قيمة عملتها أمام الدولار لما يقرب من 30٪، أو فى طريقها لذلك، كما تعانى اليابان حالياً بشدة من زيادة أسعار الطاقة والكهرباء والغذاء، وهو ما قد لمسته بنفسى خلال زيارتى لها مطلع هذا الشهر.

أما أهم ما لفت نظرى خلال تلك الزيارة، هو مستوى الحضور والاهتمام وإن كان على حساب العدد، سواء من وزارة الدفاع اليابانية بالذات، حيث حضر لأول مرة ثلاثة متخصصين كبار معاً، ووضح اهتمامهم الاستثنائى من خلال أسئلتهم المركزة والدقيقة للغاية حول مجريات الحرب ومآلاتها، أو الحضور من السفارة المصرية بطوكيو، حيث حضر نائب السفير المصرى ورئيس القسم السياسى والعسكرى، الأمر الذى أوضح لليابانيين الاهتمام المصرى المتعدد، سواء بالأمور الدقيقة التى تهتم بها طوكيو أو بمن تستضيفهم من مصر بشكل خاص ومن منطقة الشرق الأوسط والعالم بشكل عام.

أما الأمر الثانى فهو السفارة المصرية ذاتها باليابان، فلقاؤنا لمدة ساعتين مع السفير المصرى محمد أبوبكر، بحضور نائبه ورئيس القسم السياسى والعسكرى، لم يخل لحظة واحدة من النقاشات الفعالة حول أبعاد الحرب وتداعياتها بل وتكتيكاتها العسكرية، وحول دوائر الأمن القومى ذات الاهتمام بالشرق الأوسط، ومن جانب آخر حول العلاقات المصرية اليابانية التى تتطور بدرجة غير مسبوقة فى طريق أحسبه يعود بفوائد كبيرة على البلدين.

وأهم ما لاحظته حرية التفكير لفريق العمل بالسفارة والقدرة الاستثنائية على صنع القرارات، وهو ما ظهر جلياً ولمسته بنفسى فى طبيعة علاقات السفارة المصرية فى طوكيو بمراكز البحث اليابانية بل والأجنبية فى اليابان وخارجها..

بالفعل لمسنا بيئة مثالية للتفكير الحر السليم ولصنع القرارات الدقيقة، فى وقت شديد الحرج ومع دولة شديدة الأهمية لمصر كاليابان.
● أستاذ زائر بالناتو
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة