عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

صدقوا الحلم!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 15 ديسمبر 2022 - 07:56 م

رغم الإنجاز الكبير الضخم والمتفرد الذى قام به منتخب المغرب فى مونديال قطر بالوصول إلى المربع الذهبى لكأس العالم فإن الحزن والأسى كان هو الطاغى على مشاعر الجماهير المغربية والعربية ومن قبلها اللاعبون المغاربة بعد الخسارة أمام المنتخب الفرنسى التى منعت المنتخب المغربى من التنافس على الكأس..

وهذا يعنى أن حلم التنافس على هذه الكأس من قبل أول فريق عربى وأفريقى قد صدقته تلك الجماهير وكانت تتطلع إلى تحقيقه. 

ولم يحدث ذلك بالطبع فجأة وبدون مقدمات أو مصادفة، وإنما حدث لأن هناك رجلا حلم بذلك، ولم يعتبر حلمه جنونا، فهو  لم يضع سقفا لطموحه ولم يستسلم للعجز والضعف الذى يحبس فيه العرب والأفارقة أنفسهم، ثم نجح فى إقناع لاعبى المنتخب المغربى بهذا الحلم الكبير وجديته والأهم بقدرتهم على تحقيقه، واستنفرهم فى أرض الملعب ليجتازوا العقبةَ وراء الأخرى ويحققوا الفوز وراء الآخر على منتخبات قوية فى لعبة كرة القدم وتسبق المنتخب المغربى فى تصنيف الفيفا العالمى..

إنه الركراكى مدرب الفريق المغربى الذى قال مبكرا علنا إنه لا يسعى لما يسمى تمثيلا مغربيا مشرفا فى المونديال وإنما جاء إلى قطر لمنافسة الكبار فى عالم الكرة ومقارعتهم، وعندما بلغ بفريقه المربع الذهبى قال لماذا لا ننافس مثل منتخبات أوربا وأمريكا اللاتينية على الكأس العالمية؟. 

ولأن المنتخب المغربى كان يحقق الفوز تلو الآخر حتى بلغ المربع الذهبى صدقه أهل المغرب ومعهم العرب أيضا أنه فى الإمكان الفوز بالكأس، فالأحلام الكبيرة يقتنع بها الناس حينما تتحقق خطوة وراء أخرى فى أرض الواقع..

لذلك حينما خسر المنتخب المغربى أمام المنتخب الفرنسى شعر اللاعبون والجماهير المغربية والعربية بالحزن والأسى، رغم أنهم بلغوا فى المونديال ما لم يبلغه منتخب أفريقى وعربى من قبل. فهم كانوا يتطلعون بالفعل للكأس العالمية بعد أن اقتربوا منها كثيرا وصاروا على بعد خطوتين أو مباراتين فقط منها.  

وهكذا.. الأحلام الوطنية الكبيرة تراود عادة فى البداية شخصا ما، ويتم السعى لتحقيقها بإقناع الناس بها، ويتسع ويترسخ هذا الاقتناع بإنجازها خطوة وراء أخرى فى أرض الواقع.. وهذا أمر ليس مقصورا على عالم الرياضة وكرة القدم فقط وإنما هو أمر يتسع لكل مجالات الحياة وفى مقدمتها المجال الاقتصادى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة