هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

انقذوا مستشفى57357

أخبار اليوم

الجمعة، 23 ديسمبر 2022 - 06:33 م

 هل شاهدت يوما مباراة»لايف» بين الحياة والموت، ترى أيهما ينتصر؟ المنطق يقول أن النصر محتوم دائم للموت، ولكن فى مستشفى 57357 ومنذ أن أوجدها المصريون فى حياتهم بقروشهم القليلة تغيرت المعادلة اندحر الموت وانتصرت الحياة.

مستشفى 57357 والذى نجح خلال ١٥ عاما فى درأ وحش السرطان الغاشم عن أجساد الآلاف من أطفالنا البريئة وأعادهم إلى الحياة بعد أن كانوا على شفا الموت، هذا الصرح الطبى الإنسانى العالمى ينحنى أمام أزمات مالية مفجعة اضطرته إلى أن يغلق فرعه بطنطا!.

المستشفى الذى وصل به نسب الشفاء من السرطان المتوحش الى ٧٣٪ ويتابع حوالى ٣٥ الف مريض تعافوا من من هذا المرض اللعين أوشك على أن يغلق أبوابه بعد أن ارتفعت تكاليف علاج المريض الواحد إلى ٧٠٠ الف جنيه فنضبت موارده وانهارت ودائعه بسبب حملة اعلامية جائرة شنت عليه منذ عامين، وجائحة مهلكة، وأزمة اقتصادية جائرة تخنق الجميع!.

ليس بعد الرؤية برهان منذ شهور قليلة دعتنى صديقتى الصغيرة دكتورة المستقبل سما جاد إحدى المتطوعات الناشطات فى 57357 لزيارة هذا الصرح وقمنا بجولة بين الأطفال المرضى ورأيت وجوها تقاوم المرض الفتاك رغم الآلام والشقاء، ترضيهم كلمة طيبة ولمسة حنان، وجنيهات قليلة تساعدهم فى الانتصار فى معركة البقاء، لست أظن أن المصريين سيتركون مستشفى 57357 يلقى مصير الفناء؟!.

لماذا لا نقوم بحملة قومية لإنقاذ المستشفى، لماذا لاتجبر الدولة شركات الاتصالات التى حصلت على  عشرات المليارات مكاسب من بيعهم الهواء للمصريين بأن تتبرع للمستشفى، أو على الأقل تمنح التبرعات القادمة من خلالها إلى المستشفى دون اية اقتطاعات. لا أعتقد أن موظفى الدولة سيبخلون إذا تم تخصيص عدة جنيهات من رواتبهم لصالح المستشفى.

أين الأثرياء الذين تضخمت ثرواتهم من خيرات مصر وشعبها فهل يبخلون بالقليل من أموالهم على مستشفى ينقذ أبناء وطنهم من الموت؟، فى يقينى أن الذين يملكون القدرة على المساعدة ويحجمون هم بلا شك موتى على قيد الحياة.

أية حسرة يمكن أن تصيب الإنسان وهو يرى قطعة منه تموت ويمنعه عجزه وفقره عن أن يدرأ عنها الموت؟. ساعتها تهون الحياة ومباهجها، وتتضاءل المناصب وبريقها، ويهوى المال وسطوته، أنقذوا 57357 حتى تنقذوا إنسانيتكم.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة