السبت، 24 ديسمبر 2022 - 07:42 م

نظرة سريعة على نشرة الأخبار اليومية أو مطالعة لما يكتب على وسائل التواصل حيث الكثير من المآسى ومن الأحداث المحزنة والتى نكاد نتعود علیها جميعًا.

فالحروب والصراعات فى مختلف بقاع العالم، التفكك والانقسامات فى داخل الأسر والعائلات، حتى داخل الخدمة الكنسية والرسالة هناك صراعات. كم من الأخبار المؤلمة والمحزنة هنا وهناك.

ويأتى احتفالنا بعيد ميلاد المسيح ليدعونا إلى الفرح والرجاء. هناك من يعتقد أن الحياة لا معنى لها وأن الموت والكراهية يشكلان الكلمة الحاسمة على قصة الوجود الإنسانى.

لكنّ الرجاء المسيحى يستند على الإيمان بالله الذى يخلق دائمًا أموراً جديدة فى حياة الانسان، فى التاريخ وفى الكون. إن إلهنا هو الاله الذى يخلق كل شىء جديدا، إله المفاجآت.

لذلك فالاحتفال بعيد الميلاد المجيد يؤكد كل مرة أننا نؤمن بأن فى أفق الانسان هناك شمس منيرة للأبد.

سيكون هناك مشاكل، سيكون هناك القيل والقال والحروب والأمراض... سيكون هناك زؤان... غير أن القمح ينمو. إننا لا نملك المستقبل ولكننا نعرف أن يسوع المسيح الكلمة المتجسد هو نعمة الحياة الأعظم، هو عمانوئيل الله معنا يعزينا ويقودنا فى مسيرتنا.

لذلك فنحن فى حاجة الى مسيرة للتربية على الرجاء. وهنا أذكر بعض النقاط الهامة فى هذا المجال مثل:

1- تذكّر أنّ العدو الأول ضد الرجاء والذى ينبغى السيطرة عليه، هو فى داخلك وليس فى الخارج؛ لذا لا نترك مجالا للأفكار المريرة والمظلمة، وارجُ حيثما زرعك الله ولا تستسلم للظلمة. آمن بوجود الحقائق الأسمى والأجمل، ثق بالله الخالق وبالروح القدس الذى يحرك كل شىء نحو الخير. تذكر أن العالم يسير بفضل العديد من الأشخاص الذين فتحوا أبوابا وبنوا جسورا وحلموا وآمنوا حتى عندما كانوا يسمعون حولهم كلمات الاستهزاء والسخرية.

2- إن شعرت بالفراغ وفقدان العزيمة، فاطلب من الروح القدس أن يملأ عدمك من جديد. اصنع الخير وسط البشر، ولا تصغ لصوت من ينشر الحقد والانقسامات.

3- لا تفكر أبدا أن جهادك على الأرض غير نافع على الاطلاق؛ لأن الله قد وضع رجاء فى قلوبنا والله لا يخيب صاحبه. وإنما يجعلنا نزهر فى ربيع أبدي. فابنِ حيثما تكون. واسمح للآخرين أن يساعدوك لتقف على رجليك.

4- احلم ولا تخف أن تحلم بعالم لا يمكن رؤيته الان، ولكنه سيأتى بالتأكيد .

ختاما

نرفـع صـلاتنا متحـدين مع قداسة البابا فرنسيس، ومع إخوتنـا بطاركة وأساقفة الكنائس فى العالم. مـن هـذه الكنيسة نبعث بأطيب التهـانى القلبية إلى كـل المحتفلين بالعيـد وإلى شعبنا المصـرى كـافـة والشعوب جميعـاً، مـصـليـن مـن أجـل سـلام وطمأنينـة العـالم، وأن يشملنا الله برحمته ويغمر قلوبنا بمحبته.

نصـلى مـن أجـل وطننـا الغـالى مـصـر، ومـن أجـل سـيادة رئيس الجمهوريـة عبـد الفتـاح السيسى وكـل المعـاونين له فى خدمـة الـوطن، طالبين لهـم الصـحة والعـون لمواصلة العمـل مـن أجـل كرامة وسعادة كل المصريين. 

وكل عام وبلادنا وعائلاتنا وحضراتكم بخير وسلام ونعمة.

بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك