حمدي رزق
حمدي رزق


حمدي رزق يكتب: أبو العيال..

حمدي رزق

الإثنين، 26 ديسمبر 2022 - 08:12 م

للعام الثانى تواليا، يرتقى «أبو العيال» منزلة «رجل العام»، معلوم لن ترشحه المجلات الملونة، ولن تلتفت إليه منصات الترند الإلكترونية ،ولكنه يظل حالة مصرية ملهمة .
كتبت عنه فى نهاية عام مضى فى هذه المساحة ، ويستحق نفس الكلمات وهذا قليل من كثير يستحقه ، رجل وطنى أصيل يسعى فى مناكبها، حاملا عصاه على كاهله كل صباح ليوفر العيش لأولاده، ويبات راضيا حامدا مولاه.

اسمه: مصرى، و صفته: طالب الستر، ونعته: مجبول على الصبر، وَلَا عُمْرُه اشْتَكَى وَلَا قَالَ آهْ، و شعاره : ربنا يديمها نعمة ويحفظها من الزوال، نعمة الستر مقرونة بالأمن والأمان والصحة وفرصة عمل شريف.

لا يهم ماذا يعمل، ولكنه يتعب ويشقى ليسد رمق العيال، و«مشغول» فى تدبير المعايش، وتلبية حاجات الأولاد، نسى نفسه تماما، البدلة من سنوات الرخاء، وكرمشة الهدوم المكواة تداريها، ومزق الجورب سن الإبرة يصلح ما فعله الدهر، والحذاء يعالجه الصرماتى، أبو العيال يفكركطيب الذكر «زكى رستم» فى فيلم «أبو البنات».

تحسبهم أغنياء من التعفف، متعفف عن الحرام، وعنده قناعة تشبعه من جوع، وعزة نفسي مانعانى، أبو العيال يرسم على وجهه ابتسامة باهتة حتى لا يشمت فيه العقورون، ويحتفظ فى جيبه بجنيهات قليلة تكفى الدواء إذا تبدلت المواسم.

يحرم نفسه من الزاد، ويطلعها من فمه لعياله، يشترى بعض اللحم ويكتفى بالمرق، ويغتبط والعيال نايمين متعشيين، ومبسوطين، ساعتها ينجدع على جنبه، و ينفث دخان سيجارته الرخيصة فى الهواء مع رشفة من شاى داكن سكره زيادة، حلو البسطاء شاى مسكر.. وكده رضا.

يسمع الأخبار، ومنشغل بأخباره، ويحسبها بالورقة والقلم، ووراءه سيدة عظيمة فى التدبير والتفكير والتصريف، الفضليات الكريمات العفيفات، كل منهن تصلح وزير مالية مع الاعتذار للصديق «محمد معيط»، ماليات البيت المصرى عقدة ولها حلال.

أبو العيال بينه وبين السماء عمار، وباب مفتوح ، وشعاره «هو حد بيبات من غير عشاء» وفلسفته «من يرزق النملة فى بطن الحجر قادر يرزقنا بالحلال»، ولا يأبه بسعر الجنيه الذهب، ويعتقد أن «العايط فى الفايت نقصان عقل»، وعقله يوزن بلد، والبلد يتغير للأفضل، والكل يدفع ضريبة سنوات مضت، وراضٍ بنصيبه وقانع، ودعاؤه كل شروق، يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة