فاطمة مبروك
فاطمة مبروك


كل يوم

٢٠٢٢ .. ارحلى دون وداع

فاطمة مبروك

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 - 06:46 م

ارحلى فى صمت، ليتكِ تفارقينى دون عتاب، أو حتى وداع، ليتك تأخذين ما تركته لى من حزن وعناء وأنتِ راحلة عن عالمنا دون عودة، ها وقد آن وقت رحيلك، تاركة آثامك وسيئاتك، لن يتبقى لكِ إلا عملك الرديء، ارحلى فقد رأيت فيكِ ما يكفينى من الآلام والأوجاع مدة عام آخر، أبكيتنى ليالى وأياما، انفطر قلبى، واعتصرت روحى، فكان انطفاء مأساوى غير عادى، ٢٠٢٢ ستظلين ذكرى سيئة عشتها بكل تفاصيلها، أحداثك لن تغادر روحى، تظل عالقة بذهنى، باتت دعواتى كل ليلة تسبقنى إلى حضرة جلالة الملك المولى عز وجل، «ربِ اجعل ما حدث لى فى طى النسيان»، لا أرغب الدخول فى تفاصيل مأساتى هذا العام، لكنه كان عاما يختلف عن سابقيه، وأسألك يا الله أن يختلف عن لاحقيه، لا أود تحميل قارئ كلماتى هذه عناء تفاصيل موجعة ومرهقة نفسيًا وفكريًا، لا جدوى من الحكى فيها، أكتفى فقط بذكر كلمات خفيفة على نفس القارئ، تلخص كسر روحى.

عام ثقيل بكل تفاصيله جملةً لا تفصيلًا، عام حزين مر على قلبى، ولكن لا أغفل لطف الله بى، فكان معى فى كل لحظة، وبرغم ما تكبدته من السقم الروحى والانطفاء المعنوى، إلا أن اللطف شملنى والرحمة عمتنى، لا أخُفى عليكم خبرًا بأن الملك كان لطيفًا رحيمًا ودودًا حنانًا فى أقداره، وأحمده كثيرًا على ما مضى وما هو آت، كتبت فقط هذه الكلمات ليس حزنًا على عام مأساوى كسر روحى، ولكن للتوثيق؛ للتوثيق فقط، حتى يأذن لى بلحظة العوض أبكى فرحًا، وأذهب مهرولة نحو هذه الكلمات، مجددة الأحداث ومتذكرة إياها، ووقتها سأبكى وتنسدل دموعى بل وتنهمر، ولكن هذه المرة ليس اعتصارًا لألم، بل من شدة العوض، وقتها فقط ستحين لحظة الوصول، لحظة بكاء الوصول بعد إرهاق بكاء التمنى.

إلهى خالقى، جابرى، ناصرى، أتمنى من حضرة جلالتك جل اسمك وتعالى شأنك وتعاظمت صفاتك، أن لا تُعيد مجريات ما حدث لى مرة أخرى، وأن تجعل أيامى القادمة هنيئة مستقرة آمنة، وأسألك يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أن ترزقنى العوض الجميل بعد الصبر الطويل.

وأخيرًا وليس آخرًا لن أسامحك أيتها السنة الكبيسة، فقد حرمتنى من فرحة أول ترقية فى حياتى العملية بعد ان اصبحت نائباً لرئيس القسم القضائى، وكنت أنتظر تلك الفرحة لكنها سُرقت من قلبى، ولكن ثقتى فى حضرة جلالة الملك سيعوضنى أضعاف أضعافها، وأنا فى مكان أفضل من هذا أو ذاك بكثير، عندما يحقق لى ما تمنيته ودعيت به مرارًا وتكرارًا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة