مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


بدون إزعاج

الذهب الأسمر

مصطفى عدلي

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 - 07:05 م

بمجرد أن تضع قدمك داخل القطار، عليك ان تتجرد من همومك، الرحلة تقترب من ١٥ ساعة لكن صدقنى هى بنسمات هادئة تجعلك لا تشعر بمرارة دقاتها المعتادة، نفسك، ربما روحك ذاتها تستسلم لطبيعتهم، ابتسامتهم الربانية، التى ترى نورها من قبل أن تصل محطتهم الساحرة، حقا هناك عالم مختلف، اناس اخرون، رزقهم الله بنعمة الهدوء، النقاء، قد تتعجب بعد لحظات من نداء الوصول مرحبا بكم فى أرض الذهب، سوف تعشق هذا العالم وتلك السكينة التى ترسم وجوههم السمراء، نفوسهم النقية التى ترحب بحضورك دون غاية، قد يظن أحدكم ان كاتب هذا المقال مجنون عندما اخبركم اننى شربت كوبا كاملا من مياه النيل مباشرة، اقسم لكم انها أجمل من تلك القطرات التى تتساقط داخل بيوتنا أو حتى التى يصرف عليها ملايين من أجل تحليتها، أنها طبيعية كقلوبهم، هناك أنت بين لوحة فنية يعجز عن رسم حقيقتها بيكاسو بريشته العظيمة لو حضر بيننا الآن، قد يلتزم الصمت ويغوص فى تفاصيلها، معابدها، تاريخها، نيلها الشفاف، مرتفعاتها التى وضعت بدقة خالق تجعل «بيكاسو» هو ذاته ينسى حقيقة انه فنان، وجعلتنى اكتب اليوم عنها واكتفى بقول أنها ليست أرض الذهب لكنها حقا مدينة الذهب الأسمر الذى امتلك أنا أحد ايقوناتها وهو صديقى الغالى محمد عادل الذى كان وراء زيارتى الأولى لتلك البيوت الزرقاء الذى ينتمى إليها بروحه ووجدانه داخل جدارية مدينة أسوان الأنيقة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة