سكينة سلامة
سكينة سلامة


لحظة سكينة

اقتصاد الانتباه

الأخبار

الأربعاء، 28 ديسمبر 2022 - 06:47 م

أصبح الذكاء الاصطناعى جزءاً من حياتنا اليومية وبالأخص تقنياته الحالية المستخدمة فى وسائل التواصل الاجتماعى التى لم يعد فى مقدورنا العيش بدونها.

فإلى جانب القدرة على التواصل بسهولة مع الجميع، فإن تلك المنصات توفر لنا تقريباً كل شىء من معلومات ، أخبار يومية، إمكانية التسوق، بل ومتابعة فيديوهات تشرح لنا الفرق بين المنتجات المختلفة لمساعدتنا على اختيار الأصلح لنا،كل ذلك بشكل مجانى تماماً!

ولكن هل هو حقاً كذلك؟ هل ستسخر تلك الصناعة نفسها لخدمة الأفراد بلا مقابل؟ إن كنا تعلمنا شيئاً فى الآونة الأخيرة فهو أنه لا شىء مجانى ،أعلم أننا قد لا ندفع شيئاً فى المقابل بشكل مباشر، ولكننا ندفع ثمناً باهظاً من وقتنا ومشاركة تفاصيل حياتنا اليومية. فنحن السلعة التى يتهافت عليها ويتاجر بها القائمون على هذه الصناعة، إنهم يتهافتون على انتباهنا! .

فما يرتكز عليه بناء الخوارزميات هو تحليل سلوكنا فى العالم الافتراضى و ايضا توجيهه أحيانا كثيرة، بالإضافة إلى معرفة ما يجذب انتباهنا ، و توقع احتياجاتنا وإرسالها إلينا مباشرة، ومن هنا ينشأ ما يعرف بالترند، و هو مصطلح يطلق على الأشياء الرائجة أو الأكثر شهرة وانتشاراً  فى تلك العوالم الافتراضية. 

فنجدنا جميعاً فى وقت ما نتابع صفحات بعينها، أو أشخاصاً بعينهم، أو نشاهد ونستمع إلى نفس الفيديوهات والأغانى.ولكن كيف سيؤثر الاستماع إلى أغنية ما إلى تربح البعض؟ حسناً لا يقتصر الأمر على الربح الذى يجنيه صناع هذه الموسيقى أو تلك الفيديوهات فحسب، بل أنه قد يسهم أيضا فى التأثير على سلوكنا الاستهلاكى بطريقة غير مباشرة. تقوم العلامات التجارية بتحليل ودراسة تلك الترندات لفهم عقلية المتلقى فيهتمون بدراسة كيف و أين بدأ الترند، كيف يطبق، وأسباب انتشاره و إلى متى يستمر، وبالتالى معرفة و تحديد كيفية مخاطبة الشرائح الاجتماعية المختلفة من خلال الحملات التسويقية. 

فانتبه عزيزى القارئ فحياتك و وقتك هما المستهدف، فكما يقال إذا لم تكن تدفع لشراء المنتج فاعلم إنك أنت المنتج الذى يباع! .
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة