عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: هل ننتبه ؟!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 29 ديسمبر 2022 - 08:11 م

بعد أن قام الدكتور أحمد الطيب بتهنئة المسيحيين فى مصر والعالم وقيادات كنائسهم إلكترونيا بعيد الميلاد المجيد عقب عليه نحو ٣٠ ألف متابع مؤيدين ومشاركين له فى التهنئة، بينما عقب عليه نحو ١٦ ألفًا رافضين مستنكرين تلك التهنئة!.. ماذا يعنى ذلك؟.. يعنى أن ثمة عددًا ليس بالقليل مازال يرفض تهنئة المسيحيين فى أعيادهم حتى الآن ولا يستجيب لا لدعوات الأزهر وشيخه وبقية رجال الدين الإسلامى، ولا لسلوك الدولة التى تحرص قيادتها على مشاركة المسيحيين احتفالهم بعيد الميلاد،  ولا أيضا للدستور الذى يقر مبدأ المواطنة وكل مبادئ العيش المشترك والتى تساوى بين المواطنين وإن اختلفوا فى الدين وأيضا اختلفوا فى الجنس واللون والعرق والانتماء الاجتماعى والجغرافى. 

وهذا أمر يدعو للقلق ويثير الانزعاج لأنه يشى بأن التطرّف الدينى ما زالت جذوره مغروسة فى التربة المصرية لم يتم انتزاعها وتطهيرها منه رغم كل محاولاتنا فى السنوات السابقة لإصلاح الخطاب الدينى.. فإن مقابل اثنين أيدا تهنئة شيخ الأزهر للمسيحيين بالعيد عارضه واحد.. بل لم يقتصر الأمر على المعارضة فقط وإنما اقترنت المعارضة بالهجوم على الشيخ الجليل والإساءة له!.. هنا لابد أن ننتفض فورا وبقوة وهمة وحزم وبدون إبطاء لإنقاذ مجتمعنا من التطرّف الدينى الذى يضرب بجذوره فى التربة المصرية لأنه حدث بفعل فاعل وبشكل ممنهج منذ العقد الثالث من القرن الماضى ردا على محاولات الإصلاح الدينى التى شهدتها مصر وقتها. 

فهذا التطرّف الدينى هو الذى ابتلانا بجماعة الإخوان وساعدها على الإمساك بحكم البلاد منذ عشر سنوات مضت والذى تراهن عليه للعودة للحكم.. وهو أيضا الذى ابتلانا بتنظيمات إرهابية حاولت أن تسيطر على قطعة عزيزة علينا من أرض الوطن وتسلبنا إياها هى سيناء.. وهو كذلك الذى كان سببا لكل الفتن الدينية والطائفية التى شهدتها البلاد وخلفت لنا خسائر وضحايا.

وهكذا الأمر لا يقتصر فقط على مجرد رفض أو حتى استنكار تهنئة الأشقاء المسيحيين بأعيادهم رغم سوئه، وإنما هو أخطر وأفدح  من ذلك كثيرا.. إنه أمر يتعلق بمستقبل مجتمعنا وتماسك نسيجه الوطنى الذى كان دوما مستهدفا من قِبل كل المتربصين والأعداء والذين يرغبون فى الهيمنة علينا.. فهل ننتبه؟!.. لا سبيل أمامنا غير ذلك وفورا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة