نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

هل أخطأ كريستيانو رونالدو؟

نوال مصطفى

الأربعاء، 04 يناير 2023 - 06:58 م

عاصفة من الجدل اندلعت بعد إعلان نادى النصر السعودى حسم صفقة انتقال النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو إلى صفوفه، وارتدائه مع ناديه النصر رقم 7، وهو نفس الرقم الذى احتفظ به طوال مسيرته الكروية المشرفة، الممتدة، والذى عرف به وأصبح لوجو «البراند» الذى يحمل اسمه «CR7».
صفقة رونالدو جبارة حيث سيحصل على 200 مليون دولار سنويا وهو الأجر الأعلى فى العالم.

إلا أن ذلك كله لم يرض محبى النجم الكبير! لم تتوقف الآراء بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة التى فاجأت الجميع، منذ وقع رئيس مجلس إدارة النادى مسلى آل معمر ذلك العقد التاريخى مع نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو فى العاصمة الإسبانية مدريد، والذى سيلعب بمقتضاه رونالدو لموسمين ونصف بداية من يناير 2023 حتى يونيو 2025 لنادى النصر السعودى، لم تهدأ مواقع التواصل الاجتماعى.

الكثير من الناس ترى أنها ليست الطريقة التى يليق بلاعب فى حجمه أن ينهى آخر سطور فى تاريخه الكروى بها، فكيف يلعب فى نادٍ عربى محدود بعدما لعب فى أكبر أندية العالم، وبنى مجده على ملاعبها، وبين شباكها؟ هؤلاء يرون أن الخطوة الأكثر ملاءمة لتاريخ كريستيانو كان من المفترض أن تكون الاعتزال بكرامة وكبرياء، بدلاً من قبول صفقة هائلة من الناحية المادية، لكنها لن تضيف إليه كلاعب كرة عالمى أى شيء.. أنا شخصيا من الفريق الثانى، أى من فريق المؤيدين لتلك الخطوة، لسبب بسيط جدا، وهو أنها تلاقت مع شغفه المستمر، وقدراته الرياضية التى يصر على العمل عليها وتطويرها باستمرار.

هو شغوف -لا يزال - بوجوده كلاعب، مر بتجربة قاسية مع مانشستر يونايتد، لكنه لم يستسلم، وعندما تلقى العرض السعودى شعر بأنه تحدٍ جديد يريد أن يدخله، وقد فعل.. لذلك أعجبنى دفاع ريو فيردناند لاعب مانشستر يونايتد ومنتخب انجلترا السابق عن قرار النجم البرتغالى المخضرم كريستيانو رونالدو بالانتقال إلى صفوف نادى النصر السعودى، من خلال فيديو عبر قناته على «يوتيوب» قال «أنا سعيد من أجل كريستيانو.. بالنسبة لأى لاعب كرة قدم مهما كان المستوى الذى تلعب فيه، فإن السعادة هى أن تلعب فى مكان تشعر فيه بالسعادة».

وقال: «رونالدو كان حزينا طوال الفترة الماضية، هو الآن سعيد لكونه سيخوض تجربة جديدة، وإن كان فى بلد لم يتوقع أن يذهب إليه، لكن يا لها من مغامرة أن يذهب إلى السعودية..

ليذهب ويلعب فى دورى جديد تماما، دورى تنافسى هناك بالمناسبة». واصل فيردناند حديثه: «تابعت ردود فعل الجماهير وبعض النقاد يقولون إنها طريقة محزنة بالنسبة له لإنهاء مسيرته، الحزن الوحيد هو الطريقة التى انتهى بها الأمر فى مانشستر يونايتد».

المشكلة فى رأيى أننا نفكر دائما من خلال أفكار ثابتة، ومستقرة فى عقولنا ولا نحاول أن نتحرر من تلك القوالب الجامدة فى التفكير، هذا بالإضافة إلى الإحساس بالدونية الذى يجعلنا نشعر أن الغرب أفضل وأعلى من الشرق، والدول العربية على وجه الخصوص.

أعتقد أنه حان الوقت لأن ننظر إلى أنفسنا بثقة أكبر، خاصة بعد إقامة أكبر بطولة لكرة القدم على مستوى العالم فى قطر، وشهادة الجميع بالمستوى العالمى فى التنظيم والأداء وكل التفاصيل، كذلك وصول المنتخب المغربى إلى المربع الذهبى، الذى شرفنا وأسعدنا جميعا كعرب.

بطولة كأس العالم أقيمت على أرض عربية لأول مرة فى تاريخ البطولة، ألا يستحق ذلك أن نغير أفكارنا الثابتة، ونفرح بوجود نجم عالمى كبير مثل كريستيانو رونالدو بين صفوف نادى النصر السعودى؟.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة