الشاعر نور الدين نادر
الشاعر نور الدين نادر


10 شعراء فى يوم اللغة العربية.. نور الدين نادر: رأسى اصطدم بحائط فكتبتُ الشعر!

عبدالهادي عباس

الخميس، 05 يناير 2023 - 06:08 م

بدأت كتابة الشعر من لحظة لا أستطيع تحديدها زمانيا، لكنها بالتأكيد لحظة اصطدم فيها رأسى بحائط صعب، فحاولت كتابة الشعر، إن كان من الضرورى أن أحدد بالضبط، فمحاولاتى الأولى بدأت عندما رفضت هذا الواقع بكل ما فيه، وشعرت أن رفضى له يمكن أن يلعب دورًا أوسع لكى يرى ضحالته ويرفضه أناس آخرون، بعد ذلك رفضته لأننى أرفضه أنا، بعيدًا عن الآخر، بين هذا وذاك بدأت صرخة لا أظن أنها ستنتهي، لذلك فالمحاولات مستمرة، ولست متأكدًا إن كان ما دونته بداية كتابتى للشعر.

أما عن: لماذا الشعر؛ فحقيقة لا أعرف، لكننى دائمًا ألجأ له، ولا أرى فنًّا سواه يمكن أن يتبع صاحبه أينما كان، هو الرفيق، وهو الهوس الذى يرافق صاحبه دائمًا فى البيت، فى المواصلات، فى العمل، فى كل مكان، دائمًا ما تطاردنى جُمَلُهُ الكثيرة، ولا أعتقد أن ثمة فنًّا آخر يمكنه أن يلاحقك بهذه الصورة، الشعر قلقى المزمن، أو هو بديل عن القلق المزمن، فن عظيم للمقاومة، مقاومة للذات والآخر فى إطارها الفني، وأحيانًا غير الفني؛ كما أظن أن الشعر أقرب الفنون لروحى الهشة التى لا تستطيع أن تعيش فى زمن المادة.

هناك جُمل وكلمات تسيطر على رأسى، تعبر عني، وأغبط مؤلفها، ويكفى لصاحبها أن يستريح كثيرًا، أذكر منها: (أنا قلبى برج حمام.. هج الحمام منه) «حسن رياض»؛ (عمال أبالغ فى الأمل واليأس) «فؤاد حداد»؛ (كلما هذَّبتْهُ الحكمة.. فَضَحتْهُ التجربة) «أدونيس»؛ (فين الولد ما يروح..لازم يعود أسمر) «إبراهيم رضوان»؛ (وقد طوَّفتُ فى الآفاق حتى.. رضيتُ من الغنيمة بالإيابِ) «امرؤ القيس».. هذه كلمات أظنها استوعبت أعمار أصحابها، كنت دائمًا راويها؛ أقولها لنفسى ولأصدقائي، انتسبتُ وأنتسب إليها فى سنواتى القليلة.

كتبتُ على كل بحور الشعر الخليلة عندما كنت طالبا فى دار العلوم، وأحبها حتى اللحظة؛ لأنها تستوعب هذا العصر، مثلما استوعبتْ ستة عشر قرنًا من الشعر؛ خاصة عندما تضبط وتنظم الإيقاع النفسى لشاعرها، لا عندما تكون همًّا رياضيًّا فحسب؛ أما قصيدة النثر فشكل من أشكال الشعر، أحاول فهمه، وأحاول كتابته.

اقرأ أيضًا | شعراء فى يــــــــــــوم اللغة العربية l عبدالرحمن الطويل: لا أهتم بصراعات الشكل

كما أفادتنى دراستى فى دار العلوم؛ أن تدرس فى دار العلوم، يعنى مرورك على الفلسفة الإسلامية والفقه والشريعة والتاريخ الإسلامى، واللغات السامية، والشعر العربى وغير العربى والرواية والمسرح، ومعظم الفنون الأخرى، وليس هذا مقتصرًا على حضور محاضرات الكلية، أنا لم أكن أحضر المحاضرات، لكن دراسة هذه العلوم على اختلافها، دراسة الأدب على تنوعه، نوعية الأساتذة، كل هذا يخلق حوارًا مهمًّا دائمًا، وبين السؤال والجواب تتأثر وتتشكل عقول طلابها، وباحثيها، وأنا بشكل شخصى طبعا أفادتنى الدراسة فى دار العلوم؛ شعرتُ لأول مرة أن الشعر كتاب عميق ممتد، ودراسة لها ما يشبه المعايير التى تكاد تكون شروطًا، وأن له أوزانه المختلفة (الخليلية وغير الخليلية)، أن تكون فى دار العلوم يعنى أنك ستقابل عشرات الشعراء المهمين فى جماعة الشعر مثلا، يعنى ضمان اشتباكك مع واقع الشعر، وغير الشعر، هذا خلافًا عن كتب الأساتذة التى تقف على الشعر العربى خاصة، بداية من امرئ القيس وطرفة بن العبد.

صدرت لى مجموعة شعرية بعنوان «لا شيء إلا الفضول» عن المجلس الأعلى للثقافة، وهى مجموعة أشبه بديوان، مكونة من ست عشرة قصيدة، وتمت مناقشة هذه المجموعة، قدم بعض الأساتذة والأصدقاء دراسة عنها، وناقشنى آخرون فيها، وهى الآن مشروع بحث فى كليتين داخل جامعتين مصريتين، وما زلت أنتظر رأى كل من سيقرؤها بشكر وامتنان عميقين، وقريبًا سيصدر لى «سوق الوقت» وهى مجموعة شعرية ثانية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة