حمدي رزق
حمدي رزق


حمدي رزق يكتب: قلب أبو وديع

حمدي رزق

الإثنين، 09 يناير 2023 - 07:45 م

أخشى أن لا يتحمل قلب سلطان الطرب «جورج وسوف» فقد نجله الأكبر وفرحة عمره «وديع»، قلب الأب لا يحتمل فقد عزيز، سبحان من له الدوام .
الصورة الشهيرة التى تجمع جورج وولده «وديع» تثير الأسى، شبيهان، لا تفرق بينهما، تجمع الابتسامة بين قلبين، لوحكى سلطان الطرب عن وديع لعرفتم لماذا لم يتحمل قلبه فراقه، ولربما فى أيام الوداع يشجينا أبو وديع بمرثيه ولده.. فيخطف قلوبنا من بين الضلوع.. صوته بكاء يثير الشجون عادة، ما بالك وصوت يرثى ولد..

فى طيات كتاب «برد الأكباد عند فقد الأولاد» لمؤلفه «محمد الدمشقي» بعض من العزاء، طبابة لقلب المكلوم بفقد الولد،والكثير من الأحاديث الشريفة عن الصبر على الابتلاء، وفقد الابن من الابتلاءات التى تكفر السيئات، ما يغفر الذنوب جميعا .

قلبى مع أبو وديع، فقد الولد، فقد الضنا، والضنا غالٍ، فقد حزين، حزن يقطع نياط القلب، قلب أبو وديع يبكى بين الضلوع، لا تسعفه الكلمات، ألتحف بالصمت، صمته حزين، صمته بليغ، أحببت الابن «وديع» من فرط حب الأب «جورج» كان وديع عاش بحسب اسمه على الأرض ..

فى عينيه الحزينة تقرأ الأسى يضفر من بين جفونه المجهدة، وطالعت بكائيات الأحباب تغريدًا وتتويتا، بكيته وأنا ألمس بكاء والده على البعد، وأخشى عليه وهو المريض بالقلب، قلبه عليل، الفراق صعب، يارب خفف عن عبدك، وطبطب على قلبه، وارزقه صبرا، واحتمالا، فليس أقسى من الابتلاء فى الولد .

نعيش ونحيا على أمل حين يحم القضاء، أن يوسدنا الولد التراب بأيديه.. راحة، نتمناها قبله، ليس بعده، نتمناه فى حياته، لكن مشيئتك سبحانك.
أبو وديع يشيع ولده، و نظرة أخيرة، وفى هذا يقول الحكيم: «يا من فقدت الولد، عظم الله لك الأجر وألهمك الصبر ورزقك الشكر»

فِرَاق الأحباب سِقَامُ الألباب، ربنا ما يحكم على حد، فقد الأولاد، فلذات الأكباد، ثمرات القلوب، مِن أعظم المصائب، التى تصيب الإنسان فى حياته، هى والله نار فى الفؤاد، وحرقة فى الأكباد، لهذا كان ثواب الصبر على فقدهم عظيما، وأجره فى الميزان ثقيل.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة