الجمعة، 13 يناير 2023 - 06:59 م

يقولون إن الطريق ليس شاقا على من مضى فيه من قبل، وفى بنوك التاريخ ليس لشعب من الشعوب أرصدة ضخمة فى التعامل مع الأزمات كما للمصريين الذين لم يسيروا طوال فترات تاريخية مختلفة إلا فى دروب موحلة وشائكة لم يكن من المتوقع نجاة منها ونجوا بألطاف الله.. صبروا صبر الجبال الراسيات على أزمات، ومستعمرين، وأوبئة ومجاعات ونجوا لأنهم اعتصموا بالأمل وبحب مصر وبعبقرية البقاء التى تفردوا بها دون سائر شعوب الدنيا.
نحن فى أيام العسرة بؤس يغرس أظافره فى رقاب الجميع، ضيق حال وشدة تعصف بالكل.

بعيدا عن نغمة التشفى التى تصدر عن عصابة الإخوان الإرهابية وأنصارها والذين أن يصيب مصر وأهلها سيئة يفرحوا بها، ما يقلقنى حقا ليست الأزمة الاقتصادية الطاحنة وتداعياتها الخانقة ولكن نغمة الاستسلام والوهن التى تسيطر على البعض وكأننا نساق إلى حتفنا، وكأننا أول أو آخر الأجيال التى تتعرض لمحنة اقتصادية.
عدم الاعتراف بالأزمة وقسوتها ضحك على العقول وخيانة للحقيقة ولكن الغرق فى بحور التشاؤم والاستسلام خيانة لهذا الوطن وهدم لإنجازاته ومستقبل أبنائه.

كم مرة انتزعنا الأمل من أفواه اليأس والقنوط، هل تذكرون النكسة بمراراتها عندما باع المصريون ذهبهم ليعيدوا بناء قواتهم المسلحة جاعوا وتبرعوا بكل غال ونفيس حتى جاءوا بنصر أكتوبر العظيم.

فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى حكى لى أحد الوزراء من أصحاب الإنجازات الحقيقة التى لا تُنسَى أن خزائن الدولة لم يكن بها دولار واحد لنشترى به رغيف خبز ومرت الأزمة ونهضت مصر من عثراتها على اكتاف شعبها.

ما اكتبه ليس تبرئة للحكومة من أخطاء صعبت أوضاعنا خلال هذه الأزمة العالمية الجائرة ولكنه استنهاض للذات لهمم المصريين وإنذار لحكومة وجب عليها الآن أن تضع سياسات تعالج الأخطاء الجسيمة وتنقذ الموقف الاقتصادي من التردى والتدهور، يقيني فى الله اننا سنتجاوز هذه الأزمة المرة كما تجاوزنا من قبلها عشرات الأزمات.
لا تصبوا فى آذانكم السم بالاستماع إلى الشائعات فمصر وإلى يوم الدين لن يضام أهلها ولن يبور زرعها ولن يشح خيرها.