أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

عينة دم لموظف عام

أخبار اليوم

الجمعة، 27 يناير 2023 - 08:51 م

اعتبرها بمثابة «عينة دم» للشخصية، ووصفها بأنها وثيقة لتاريخ أمة. حملت هذه التوصيفات جزءا من حقيقة مذكرات الدكتور على عبد العزيز سليمان وكيل أول وزارة الاقتصاد والتعاون الدولى، فى التسعينيات وأوائل الألفية. التى اختار لها عنوانا أظنه مغريا للاقتداء به من جانب هؤلاء، الذين قضوا سنوات حياتهم، قرباً من صانعى القرارات، وهو «مذكرات موظف عام».

 ذهبت إلى نقاش للكتاب، نظمته مكتبة مصر العامة، منذ أيام ، وذلك تلبية لرغبة دفينة لدي، لدق أبواب ذلك الكهنوت، المسمى بالبيروقراطية المصرية، والذى يخفى بداخله، ما يفسر لنا كثيرا من القرارات، التى تبدو محيرة.

حكايات الدكتور سليمان تنقلنا إلى عوالم مختلفة. أولها مصدر ثروة جد والده، وهى الخمسون فدانا ،التى منحها له  الخديو إسماعيل، بعد مأدبة غداء، وبفضل سحر لسانه «كله من فضل خيرك يامولانا».

«لكل إنسان قصة تستحق أن تُروى» فيروى ، عندما كان عضوا فى لجنة السياسات الزراعية، التى شارك فيها خبراء أمريكان  «فهمت وقتها أن هدف الامريكان، التعرف على أسرار القطاع الزراعى، والتدخل لتقليل زراعة القطن، وانسحاب الحكومة من تقديم المدخلات ، والتخلى عن الدورة الزراعية». ويكشف عن أحد مشروعات المعونة الامريكية، لزيادة الكفاءة التنافسية للصناعة.

وكان يرأسه خبير أمريكى إسرائيلى . وهو ماأثار تعجبه من «استعدادنا المفرط  لفتح كل أوراقنا أمام العدو، وإتاحة المعلومات الدقيقة عن مصانعنا».

وحكى كيف ابتدع يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق، نظاما خاصا لمكافأة مرؤوسيه المفضلين، خارج نظام الأجور الحكومية، باستخدام المعونات الاجنبية.

لاستقدام خريجى الجامعات الأجنبية بمرتب (15 ألف جنيه)، وهو ما يزيد سبعة أضعاف، على مرتب وكيل الوزارة. وهو ما أعتبره مفسدة. وعندما أثير الموضوع فى البرلمان احتج «الوزير المتعالى» على الخوض فى المرتبات. وكان رده هؤلاء «أبناء عائلات» ، أى يستحقون معاملة استثنائية، عن باقى الشعب.

وكانت تجربته مع الوزيرة الوحيدة، التى تولت وزارة الاقتصاد نوال التطاوى، مليئة بالمواقف المحرجة. لأنها كانت محل هجوم من الصحافة. حيث أتُهمت بأنها سهلت لزوجها، الذى كان يرأس شركة وساطة مالية، عقد صفقات خصخصة، بينما هى مؤتمنة على أسرار برنامج الخصخصة. وكان هذا الهجوم سببا فى إقالتها.

وهنا سجل للصحافة أنها كانت تلعب دورا فى تغيير سياسات الحكومة. والحكايات «المسخة» و«الحلوة» كثيرة فى حياة وكيل الوزارة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة