أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

نزاهة الـ «بى بى سى»!!

أخبار اليوم

الجمعة، 03 فبراير 2023 - 06:19 م

محطة البى بى سى كانت مؤسسة إعلامية من الطراز الرفيع، عندما كانت إذاعة تبث من لندن أخبار العالم بنحو ٤٠ لغة بدقة متناهية، وموضوعية وحياد من وجهة نظر بريطانية، وذلك منذ إنشائها عام ١٩٢٢، والقسم العربى سنة ١٩٣٨.

وظلت «الهيئة» على عهدها إلى أن أدخلت خدماتها الإلكترونية على الإنترنت، عقب الألفية الجديدة فركبها عفريت «التريند» أو عدد مشاهدات الجمهور، وأصابتها لعنة الإثارة، وجذب المشاهدين على حساب قيمها القديمة!!

وأتحفتنا المؤسسة «العريقة» مؤخرا بتقرير تليفزيونى مصور من القاهرة تدافع فيه عن الشذوذ، وتحض على الفجور، وترى أن هناك اضطهادا لما يسمى بمجتمع الـ «م ع» أو «الكوير» وهو اسم الدلع لتجمعات الشواذ والمخنثين، وتعدهم من المظلومين ومعظمهم من الأجانب!

حتى المذيع الذى أرسلته المحطة لإعداد تقريرها «غير النظيف» ليس من حاملى الجنسية المصرية، فكما يبدو أنهم لم يجدوا مصريا أو مصرية يُقدم على هذه المهمة غير النزيهة، فهذا التحريض على حرية ممارسة الفسوق ليس من حرية الإعلام أو من احتياجات البشر التى نص عليها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان حتى تبشر به وتدعو  الناس للتعاطف معه!!

والمثير للاشمئزاز أكثر أن التقرير يُحرّض الحكومة البريطانية على مصر قائلا باستهجان: «تتلقى قوات الشرطة فى مصر تدريبات من المملكة المتحدة، عبر الأمم المتحدة، من الدعم المقدم من دافعى الضرائب فى الإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، حيث يحمى القانون «حقوق» مجتمع «الميم عين».!!

ثم ينهى التقرير مضمونه الحقيقى بمشهدين.. الأول تصريح للسيدة آليسيا كيرنز عضو البرلمان البريطاني، ورئيسة لجنة الشئون الخارجية قائلة فى تدخل غريب بالشأن الداخلي: «أحث الحكومة المصرية على وقف جميع الأنشطة التى تستهدف الأفراد على أساس ميولهم الجنسية».!

ويصور المشهد الثانى إحدى الشاذات التى أسموها ليلي، وهى تغادر معهم مطار القاهرة قائلة: «أخيرا سأتحرر».. ويبدو أن الـبى بى سى تحررت هى الأخرى.. طالما كان الخروج عن النزاهة والشرف اسمه تحرر.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة