محمد الحداد
محمد الحداد


معان ثورية

الفشخرة الكدابة

أخبار اليوم

الجمعة، 03 فبراير 2023 - 06:48 م

أعرف واعى وأدرك وأوقن جيدا أن الحياة اصبحت قاسية وأن الغلاء طحن الناس وفت فى عضدهم.. ولكننى من جيل تعود ونشأ وتربى على تحدى الصعاب .. أنا لست من ابناء الجيل الذى تعود ان يشترى طعامه من خارج المنزل.

انا من جيل كان بيته مخزن خيرات الدنيا.

انا من جيل عرفت وتذوقت طعم الشهد من يد أمى .. فالحلوى كانت تصنعها أمى .. الطعام كانت تعده أمى .. كانت أمى سندا وعضدا وساعدا قويا للقوى العفى الرجل الحقيقى أبى الذى علمنا كيف نبنى بيوتنا وكيف نكون رجالا.

أمى كانت وزيرة التموين وتعرف كيف تشترى وتخزن تموين البيت واساسياته.

أمى كانت وزيرة الصحة وتعرف ان البلح والباذنجان والفلفل والخبيزة والسبانخ غنية بالحديد فلا تجد طفلها مصابا بالانيميا.

أمى كانت تعلمنا الا نتكلم عن أمور بيتنا ولا نحكى عن أسراره ولا عن مشاكله فكانت هى  وزيرة الأمن القومى والاجتماعى.

أمى صنعت من الورد الابيض والاحمر والبرتقال والتين والبلح والجوافة والنارينج والجزر الاصفر والاحمر والفراولة  كل انواع المربات .. ومازال  طعم ورائحة مربة الورد فى فمى من يد امى .. كان عيبا كبيرا ان نشترى شيئا من خارج البيت.

 ما زالت فى ذاكرتى رائحة الخبز بالخميرة من يد أمى.

 الفول المدمس والمدشوش والطعمية والبيصارة كان من يد أمى.  

الشركسية والكشك ألماظية وداوود باشا والارز المعمر والملوخية البورانى  كان من يد أمى.

حلوى ( قدرة قادر) وأم على والكارميل والكيك والبسيسة واصابع زينب ولقمة القاضى وسد الحنك والفالوذج والعزيزية والمخروطة كان من يد أمى فجميع الحلويات والمخللات كانت تصنعها أمى.

كانت أمى (ترفى) الجوارب التى نلبسها.

كانت أمى تنسج لنا بإبرة التريكو اليدوية بلوفرات الصوف الانجليزى الفخم.

كانت أمى تشترى القماش البوبلين الناعم كالحرير لنفصل القمصان بألوانها الجميلة فأينما ذهبت أمى كان معها الخير تصنع منه الشهد وتقدمه لنا بيديها.
رحم الله امهاتنا وآبائنا وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة