أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

هل نحن أمام عصر جديد؟

أخبار اليوم

الجمعة، 03 فبراير 2023 - 07:01 م

سخونة البشر فى شوارع لندن وباريس، قارسة البرودة هذه الأيام، وعلو أصواتهم المُطالبة بتحسين أحوالهم المعيشية. التى تدهورت بفعل الأزمة العالمية، والتى لم تستطع أنظمة الحكم، حماية الطبقات المتوسطة، والفقيرة من الوقوع لأسفل درجات السلم الاجتماعى.

بينما يعتلى الأثرياء أقصى درجات السلم. هذه المشاهد المتكررة والمُرشحة للتصعيد، دون أن يملك قادة البلاد سوى التهديد بفرض مزيد من القيود على النقابات، التى تقود تلك المطالبات.  دفعتنى تلك المشاهد لاسترجاع كتابات كثيرة لاقتصاديين، من دول عتيدة فى رأسماليتها.

كانوا يبشرون خلال الأزمات العالميه فى التسعينات، وفى 2008 بذبول أوراق العولمة، ومعها الأسواق المفتوحة على مصراعيها بدون ضابط. وبحتمية العودة إلى دور أكبر للحكومات فى النشاط الاقتصادى. عدت أقلب فى صفحات كتاب «انهيار الرأسمالية» والذى يشرح فيه الكاتب الألمانى أولريش شيفر ـ أسباب إخفاق اقتصاد السوق المحررة من القيود. الكاتب يذكرنا بعام 2008 عندما ظهرت معالم انحسار الهيمنة العالمية.

وبعد أن كان الامريكان والأوربيون يتفاوضون ويضعون القواعد المتحكمة فى التجارة، وباقى العالم لايملك سوى التوقيع. بدأت الهند والصين فى فرض عوائق أمام التجارة فى منظمة التجارة العالمية لحماية مزارعيهم.

ويضرب الكاتب أمثلة على تضرر مزراعى الطماطم فى غانا من إغراق السوق بمعجون الطماطم الأوربى الذى تدعمه الحكومات الأوربية فيصل رخيص السعر.

وعدم العدالة فى توزيع منافع العولمة لم يشمل فقط التفاوت بين المزارع الغانى، ونظيره الأوربى.

ولكن بين الطبقات فى نفس البلد الواحد. حيث شجعت الانطلاقة المجنونة تجاه اقتصاد السوق فى نشأة طبقة مليارديرات فى وقت اتسعت طبقة الفقراء المحرومة من الازدهار الاقتصادى. وعندما تقرأ ماكتبه الكاتب راصدا أوضاع العالم بعد 2008 تتيقن بأنه صورة طبق الأصل مانعيشه الأن.

«مع أن الاقتصاد يتصف بالركود بفعل الأزمة، إلا أن الأسعار ترتفع بشكل جنونى .

وهذا هو الوباء التعس. الناس لاتستطيع الشراء، ومع ذلك الأسعار تقفز». وتحت عنوان «برنامج مضاد للسقوط فى الهاوية» يقول بعد عقود من الاقتصاد المحرر من القيود، اصبحنا فى أمس الحاجة إلى إحياء الدولة. ولابد للدولة أن تستعيد المجالات التى تخلت عنها، وألا تستسلم لما يفرضه عليها السوق. 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة