نادر عيسي
نادر عيسي


صباح ومسا

نادر عيسى يكتب: خناقة حريمى

نادر عيسى

السبت، 04 فبراير 2023 - 06:38 م

تخرج عليكم المذيعة - أو هكذا يقولون- كل يوم، لتسرد لكم حكمًا ونصائح غريبة وعجيبة، وأنا أكتب «لكم» لأنى لا أتابعها ولا أعرف عنها شيئًا ولا أنوى، تعصر المذيعة من فكرها وخبرتها وحنكتها الحياتية، لتعطى دروساً للنساء فى كيفية إدارة حياتهن، من وجهة نظر مسرح العرائس، ومن ثم تبدأ النسوة فى كل مكان بالصياح ضدها، وتتنافس الصفحات والحسابات على مواقع التواصل فى عرض ما تقوله على أنه من باب الطرائف واللطائف، ومن ثم السخرية منها، حتى الدخول إلى مرحلة الوحش عندما يتدخل صانعو الجدية الهشة من حولنا، فيحولون العروسة الحلاوة إلى تمثال حقيقى ويشرعون فى إدارة حوار معه، فتبدأ العروسة الحلاوة فى الرد بفلسفة «كريسبي» مسطحة ومقرمشة من الخارج تعكس ثقافة جوفاء محشوة بجوز الهند، بمبدأ «هتعلى عليا.. هعلى عليك»، فى النهاية هذا هو الغرض الأساسى لصاحبة قانون الأصوات الشتوية والصيفية، أن تتعرض للنقد والسخرية من الجميع، كمعيار للنجاح فى زمن فيروس كورونا. 

فى النهاية؛ وتحت مبدأ «ملناش دعوى يا موهيي» هى خناقة «حريمي» 100%، لا ناقة لنا ولا جمل فيها معشر الرجال، ولا دور أيضاً، ولا نريد أن نشترك، رافعين شعار «ربنا يولى من يصلح»، فلا أحد منا يتابع هذه المذيعة، أو حتى يستمع لنصائحها على السوشيال ميديا، ولا يهتم بردود فعل جماهيرها العريضة على فيسبوك، هى تستفزكن بما تعرف أنه سيوقد ناراً داخل صدوركن، وأنتن برجاحة عقل ليست بعيدة عنكن، يتم استدراجكن إلى الفخ كل يوم، أما نحن فجالسون فى المقصورة الأمامية نشاهد هذا العجب، من الكيد والتلقيح والتلسين ربما يكون مسلياً أو يملأ الفراغ الذى تركه كأس العالم. 

الأعجب أنها النسخة المضادة لزميلتها المذيعة الأخرى، التى كان لها الريادة فى مدرسة «اتطلقى وبعد كده نسأل ليه»، كانت النساء أيضاً يهاجمنها، والرجال لا يعيرونها اهتماماً، نفس رد الفعل بتطابق عجيب، لكن مع الحالة التى على طرف النقيض، فى النهاية يا عزيزى، من يتعامل مع هذه الظواهر على أنها حقيقية يعانى من فراغ، لأنها مجرد «جرافيكس إعلامي» لا غير.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة