الجمعة، 17 فبراير 2023 - 07:46 م

«سبحان الذى أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير».

رحلة الاسراء والمعراج هى معجزة إلهية أيد الله سبحانه وتعالى بها  رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ونصر دعوته بعد فترة عصيبة  مرت على النبى محمد فقد خلالها عمه أبا طالب وزوجته السيدة خديجة رضى الله عنها ثم واجه قسوة التعامل والرفض من أهالى الطائف حين ذهب ليعرض عليهم الدعوة حتى سُمى هذا العام عام الحزن فأتاه جبر الخاطر والتكريم من المولى عز وجل.

تكريم  رسول الله والتسرية عنه  كانا أحد مقاصد هذة الرحلة العظيمة ولكن الإسراء والمعراج كانت تهيئة للنبى صلى الله عليه وسلم ولمن حوله من المسلمين لمرحلة جديدة من الدعوة ستكون المواجهة فيها أكثر شراسة من عداوة كفار قريش وهى مرحلة الهجرة وبناء الدولة الاسلامية فكان نبأ الاسراء والمعراج ختباراً للمسلمين ومدى ثبات عقيدتهم.

ورضى الله عن الصديق أبو بكر ويكفى موقفه فى أمر الاسراء والمعراج ليرد على من يشكك فيها فى الوقت الحاضر فقد ذهب الكفار لأبى بكر يقولون له إن صاحبك يزعم أنه أُسرى به الليلة إلى بيت المقدس قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم قال: لئن قال ذلك لقد صدق قالوا: أو تصدقه أنَّه ذهب الليلة إلى بيت المقدس  وجاء قبل أن يصبح؟ فقال: والله إنه ليخبرنى أن الخبر يأتيه من الله من السماء إلى الأرض فأصدقه.

وفى تصديق أبى بكر رضى الله عنه للإسراء والمعراج قمة إعمال العقل وفى رده قمة البلاغة.

وفى هذه الرحلة المباركة تم فرض الصلوات الخمس وهى العبادة الوحيدة التى جاء التكليف بها فى السماء لنعلم قدر الصلاة فى الإسلام  وأنها عمود الدين.