يحيى وجدي
يحيى وجدي


يحيى وجدي يكتب: « تشارلى » .. الفنان العالمى مصريا !

أخبار النجوم

الخميس، 23 فبراير 2023 - 03:35 م

تقديم عمل مسرحي غنائي استعراضي عن تشارلي تشابلن أمرا ليس سهلا ومغامرة كبرى، نحن نتحدث عن واحد من أهم وأشهر الفنانين في العالم، عن مدرسة فنية سينمائية ومسرحية، وأيضا عن قيمة ومعنى نضالي ومقاوم، فنان بلغت شهرته الآفاق وهو لم يصل إلى الثلاثين من عمره، وتجاوز في حضوره حضور زعماء ورؤساء وملوك ورموز دينية مقدسة، ولازال حاضرا بمدرسته الفنية الخاصة ومعناه وتاريخه الطويل والمركب.

وأقول إنه بعد مشاهدتي لمسرحية “تشارلي” على مسرح “مول أركان”، أن فريق العمل – كل فريق العمل - نجح في التحدي الهائل، وقدم عملا سيوضع بجانب الأعمال العالمية السينمائية والوثائقية والمسرحية التي قدمت عن تشارلي تشابلن.

كتابة حساسة ومعالجة شعرية مصرية بامتياز لحياة ومعارك وتحديات تشارلي تشابلن، صاغها الدكتور مدحت العدل بإقتدار فني ومعرفة عميقة لماهية الفن وروح الفنان، فحّمل شخصية تشارلي وبدون خطابة أو هتافات، قضية محورية هي استقلال الفنان وانحيازاته للحرية والسلام، للفقراء وللجماهير الشعبية حول العالم، ورؤية إخراجية لأحمد البوهي افتقدناها في الأعمال المسرحية لسنوات طويلة.

استعراضات ذكية ومعبرة ومتسقة مع الحكاية والمشهد، لم تنحى إلى الاستعراضية لذاتها أو تتطرف في الحركة على حساب النص، أدارها عمرو باتريك، وموسيقى (وهي عماد رئيسي في العمل) للفنان إيهاب عبد الواحد، تظل تتردد جملها في أذن المشاهد ويدندن بها بعد انتهاء العرض.

تناغم مدهش ومؤثر بين كل عناصر العرض وكل العاملين، في الملابس التي صممتها ريم العدل، ونقلت بها روح العصر في العشرية الأولى من القرن العشرين، مع لمسات ذكية فرّقت خلالها بين العالم البريطاني ونظيرهالأمريكي، وبين الشخصيات في سطوتها وانحدارها، وإضاءة حساسة لجون هيوي، وديكور لحازم شبل يضاهي ديكورات العروض الكبرى على المسارح العالمية بدون مبالغة، في مرونته وبساطة حركته ومراعاته للاستعراضات وحركة الممثلين.

أما فريق التمثيل فهو يقدم نفسه وبنفسه رهانا لمستقبل مختلف للمسرح المصري، الفنان الرائع محمد فهيم في دور تشارلي تشابلن الذي أثبت أنه موهبة جبارة ومخلصة وواعية، خطف أنظار وقلوب الجمهور فعليا وليس مجازا عندما كان يطير على المسرح محلقا وراقصا في أرجاءه، أو يبكي حزنا أو يغضب، وسيدني شقيق تشارلي وشريكه، الذي لعب دوره عماد إسماعيل وعكس من خلاله كيف استفاد من أدواره السابقة في التجارب الدرامية والمسرحية التي خاضها، وفي دور الأم، نور قدري والتي أعادت تقديم نفسها للجمهور في شكل جديد، ناضج ومختلف، والفنان والأكاديمي أيمن الشيوي في دور مدير المباحث الفيدرالية الأمريكية الذي لاحق تشارلي تشابلن طويلا واتهمه بالشيوعية ومعاداة القيم السياسية الأمريكية، وعكس بأدءه وليس ملامحه قسوة المتحكم والعقلية المستبدة المعادية للفن وحرية الفنان، والفنانة الشابة الموهوبة داليا الجندي في دور صحفية الفضائح التي يحركها ضابط المباحث مثل “الماريونيت” لتصفية تشارلي تشابلن معنويا، وعشرات الراقصات والراقصين الذين قدموا عددا مدهشا من الاستعراضات المختلفة والمتنوعة داخل العرض برغم محدودية وقته.

نحن أمام عرض كبير ومحطة قوية في حاضر المسرح المصري، ورؤية نجحت أن تضيف إلى تشارلي تشابلن الإنجليزي الأمريكي العالمي، تشارلي جديد مصري بإمتياز.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة