الجمعة، 10 مارس 2023 - 06:33 م

ليس هناك ما يسعد الكاتب أكثر من أن يرى حلما نسجه من حروف فى حب الوطن قد أضحى واقعا، أو أن يرى فكرة طرحها فى مقالته وقد أصبحت حقيقة، سعادتى لامست السحاب عندما أعلن الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية ٣٧ عن إقامة معرض لصور وأسماء الإرهابيين وكنت قد طرحت فى مقالى منذ فترة فكرة إنشاء متحف دائم يروى ويوثق تاريخ جرائم جماعة الإخوان الإرهابية.

استأذن هنا القارئ العزيز أن أنقل فقرة من مقالى الذى كتبته فى نهاية ابريل العام الماضى تحت عنوان الاختيار ومتحف الاشرار»إقامة متحف دائم يروى تاريخ هذه الجماعة الإرهابية ويوثق بالمستندات وبالصوت والصورة لجرائمها وخيانتها أمر يستحق الدراسة، على أن يكون لهذا المتحف فروع فى جميع المحافظات وأن تكون زيارته اجبارية لكل تلاميذ مراحل التعليم الأساسى ليحفظوا عن ظهر قلب التاريخ الاسود لهذه الجماعة الخائنة»؛

فى يقينى أن اعلان الرئيس السيسى عن اقامة مثل هذا المعرض جاء فى توقيته الأمثل، فاذا كانت المواجهة المسلحة مع الإرهاب قد انتهت لصالح أسودنا البواسل فى قواتنا المسلحة والشرطة لاننا على الحق وأهله، فإن حرب الاستحواذ على العقول والمواجهة الفكرية لاكاذيب واضاليل أهل الشر ما زالت وستظل مشتعلة.

لا يخفى علينا أن هذه الجماعة الإرهابية التى زرعت شوكة فى ظهر هذا الوطن منذ ما يقرب من ٩٥ عاما تلعب على عنصر الزمن لاخفاء جرائمها وخياناتها التى لا تعد ولا تحصى مستندة إلى ذاكرة المصريين التى قد يعترها النسيان ووجود مثل هذا المعرض أو المتحف سيبقى الفظائع والخيانات التى ارتكبها احفاد حسن البنا فى المصريين طازحة فى العقول حية فى الوجدان لا يطالها النسيان.

نحن فى أشد الحاجة إلى هذه المواجهة الثقافية والفكرية الشاملة لهذا الفكر الإرهابى الذى يتسرب إلى الشباب عبر هواتفهم المحمولة يصب فى عقولهم سم الشائعات وكراهية الوطن وخاصة وان عقولهم فى مثل هذه المرحلة تكون مثل الصلصال قابلة للتشكيل وامتصاص قناعات جديدة.

وحتى نضمن النصر فى حرب الاستحواذ على العقول يجب أن تشمل مناهج التاريخ فصولا تفضح فكر جماعة الشيطان الفاسد لنحصن اجيالنا الجديدة ضد فيرس الإرهاب المتدثر بالدين. وأتمنى أن يتضمن سيناريو العرض المتحفى تسلسلا تاريخيا لعمالة وخسة الجماعة الإرهابية من جرائمهم قبل ثورة يوليو مروراً بمشاركتهم فى حريق القاهرة عام ١٩٥٢ وحتى محاولتهم حرق مصر كلها بعد ثورة ٣٠يونيو المجيدة.