معتز عبد المجيد
معتز عبد المجيد


نوستالجيا

مات أبى

معتز عبدالمجيد

الجمعة، 10 مارس 2023 - 07:25 م

فى يوم الجمعة وفى ليلة الإسراء والمعراج دخل الموت منزلنا وأخذ روحى.. مات أبى ورحل معه الأمان.. مات السند وتوقفت الحياة ورحل عنها وتركنى وحيدا..

ذهب أبى إلى جوار ربه فى شهر رجب وبليلة الإسراء والمعراج وفى يوم الجمعة، وبعد الوداع بدأت الذكريات فى سرد شريطها، بأيامها وسنواتها الطويلة، منذ أن وعيت وأدركت أنه قوتى التى تحمينى، وسندى الذى يؤينى، رب البيت الذى يلبى احتياجاتى قبل أن أطلبها، والصديق الذى أشكو إليه وجعى وأحكى له ما بداخلى، تذكرت فرحته مع كل نجاح أحققه فى حياتى العملية وبأصراره على حرمان نفسه من متع الحياة ليسترنى بعد رحيله، شاهدت فرحته بالدنيا مع قدوم حفيده الأول وحنيته عليه وعلى باقى الأحفاد، تعلمت منه معنى صلة الأرحام والارتباط بالجذور، لا أنسى مسكته ليدى وأنا صغير لأذهب معه إلى المسجد للصلاة، ولا أنسى سعادتى وهو قادم من عمله حاملا كل الخير لأسرته الصغيرة..

مات الحبيب الغالى، الذى أحبنى وأفنى عمره فى حبى وحب إخوتى وأحفاده، دون انتظار المقابل، حملته بيدى إلى قبره، مودعا جثمانه الطاهر قبل أن يواريه الثرى؛ ولا أتخيل أنى لن أراه مرة أخرى، وبات فى معية خالقه، الذى ستره فوق الأرض، وهو فى رحابه تحت الأرض..

مات أبى وترك تاريخا ناصع البياض، واسما أتشرف بأنى أحمله، وسيرة طيبة كالتاج الذى يزين رأسى، مات أبى، ورحل عن الحياة وتركنى، هى إرادة الله وسنة الحياة، لكن الفراق صعب والموقف جلل، لكن عزائى أنه ذهب إلى دار الحق وإلى جوار ربه وحوله وقوته، أدعو لك يا أبى بالرحمة والمغفرة وأن ينعم عليك رب العالمين بجنة الخلد، وأن يلحقنى بك على خير يا من أتشرف بحمل اسمه إلى يوم الدين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة