صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كتاب جديد للكاتب حماده إمام يكشف : أسرار فشل الجماعة الإرهابية فى فرض وصايتها على مصر

اللواء الإسلامي

الأربعاء، 22 مارس 2023 - 07:53 م

لماذا رفض الشعب الصلح مع جماعة الإخوان الإرهابية؟ وما هى الصفقات التى عقدتها الجماعة مع السلطة منذ عام 1954 وحتى الآن؟ وأسئلة جديدة وكثيرة يجيب عنها حماده إمام فى كتابه الجديد الصادر عن دار كنوز للنشر.. ويكشف الكاتب عن الاتصالات السرية التى كانت تجرى بين عناصر إخوانية مثل د.محمود جامع ونائب الرئيس أنور السادات ولماذا توقفت؟ بالإضافة إلى اللقاءات السرية بين الإخوان والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد ثورة يناير 2011

نهاية عام 69 فوجئ اللواء ابراهيم حليم  مفتش مباحث أمن الدولة‏، فى ذلك الوقت اثناء زياته لاحد أصدقائه بمحافظة الغربية،  بسيارة رئيس الجمهورية‏, أمام أحد المنازل فاندهش وزاد اندهاشه لما عرف انها تقف أمام منزل مملوك للقيادى الإخوانى الدكتور محمود جامع!! ‏

وعلى الفور كلف مفتش مباحث أمن الدولة وقتها الرائد حامد محمد أحمد بمراقبة المنزل، ومعرفة ما يدور بداخله،‏ بعد أن عرف أن السادات يجتمع عنده،‏ كل ليلة‏، بعدد من الرموز والقوى السياسية‏.‏

ذهب إبراهيم حليم،‏ وأخبر اللواء شعراوي جمعة، وزير الداخلية  فى ذلك الوقت الذى غضب كثيرا،‏ وقال ما معناه كيف أنه وزير داخلية ولا يعرف تحركات ولا خط سير رئيس الجمهورية بالإنابة‏.

وكانت تعليمات شعراوي جمعة هى رصد عن بعد وتحديد أسماء كل العناصر التى تحضر الاجتماعات، وشدد عدم اختراق هذه الاجتماعات إلا بتعليمات مباشرة منه. 
كان السؤال وقتها هل نائب رئيس الجمهورية على اتصال بعناصر إخوانية دون علم رئيس الجمهورية؟

اللواء فؤاد علام فى كتابه الإخوان وأنا‏:‏ حيث يؤكد علام أن هذه الاتصالات السرية مازالت لغزا غامضا حتى الآن رغم أن من صنعوها وشاركوا فيها مازال بعضهم على قيد الحياة ولكنهم يرفضون الحديث عنها أو كشف أسرارها‏، ويؤثرون السلامة‏.‏

وكانت المفاجأة ان الاجتماعات توقفت بعد إخطار شعراوي‏ ولم نرصد أى اتصالات أخرى بين أفراد هذه المجموعة أو بينهم وبين السادات‏..‏ وضاع منا الخيط الثمين الذى كنا بدأنا نجذبه‏.‏  ويؤكد علام أنه التقى بالدكتور محمود جامع بعد ذلك بسنوات وسأله عن هذه اللقاءات‏..‏ وعلم منه أنه تقرر إيقافها فورا بعد أن وصلته رسالة من شعراوى جمعة بإيقاف هذه الاتصالات‏، وإلا فسيعرض الأمر على الرئيس عبدالناصر‏.

الواقعة رغم تباين أطرافها فى كل شىء إلا أنهم اجمعوا رغم تباين موضع كلا منهما على أرضية الواقع  إلا أنهم اتفقوا  على حدوثها ووثقها كل منهما.ومنذ وقوعها والكشف عنها مازالت تثير تساؤولات حتى الآن ولم تجد اجابات محددة خاصة انها  تكررت بعد ذلك مع كل رئيس تولى حكم مصر وجاءت مقدماتها واحدة ونهاياتها ايضا واحدة ففى البدء كانت صفقة، ومحاولة للاحتواء ولم الصف وفتح صفحة جديدة ونهايتها تبادل للاتهامات وسجن واغتيالات ورائحة بارود تفوح فى سماء مصر وسماع دوى رصاص فى كل مكان  !!

عاد المشهد ليتكرر للمرة الثانية  بعد رحيل عبد الناصر ففى صيف 1971 نجح الملك فيصل فى أن يرتب اجتماعًا بين السادات ومجموعة من قيادات الإخوان المسلمين المقيمين بالخارج. هذا الاجتماع عقد فى استراحة السادات فى (جانا كليس) بالبحيرة فى إطار من السرية التامة ولم يعلم به إلا الدكتور محمود جامع وعثمان أحمد عثمان والملك فيصل، والذى تعهد للقيادات الإخوانية بتأمين دخولهم وخروجهم من مصر.

وبدأ الاجتماع بكلام السادات والذى أكد فيه للقيادات الإخوانية أنه يواجه نفس المشاكل التى يواجهها الإخوان من الناصريين والشيوعيين وأنه يشاركهم أهدافهم فى مقاومة الإلحاد والشيوعية.
وعرض السادات فى نهاية الاجتماع على قيادات الإخوان تسهيل عودتهم إلى النشاط العلنى وعقد تحالفًا معهم فى السياق ذاته كانت طلبات قيادات الإخوان من السادات إظهار حسن النوايا وجدية العرض.

وأن ذلك مرهون بالإفراج عن كافة الإخوان المسجونين وإسقاط الأحكام على الهاربين وقد وافق السادات على الطلبات الإخوانية ووافق الإخوان على عقد تحالف إخوانى ساداتي، وانطلق الطرفان فى تنفيذ شروط الاتفاق، حتى وقع المحظور واستشعر كل طرف من طرفى الصفقة ان وجوده مرتبط بالقضاء على الطرف الاخر فكانت اعتقالات سبتمبر1981ووصلت الدراما ذروتها باغتيال السادات فى 6 أكتوبر1981 بساحة العرض العسكرى.

وللمرة الثالثة تعود الصورة مرة اخرى للتكرار فى ديسمبر 1981 جرت أغرب مفاوضات واتصالات مصرية فى تاريخ مصر بين نظام حاكم وتنظيم محظور مضمونها ضمان عدم قيام التنظيم المحظور بالقيام بمظاهرات عدائية أثناء قيام الرئيس بزيارة خارجية لإحدى العواصم الأوروبية حيث أرسلت وزارة الداخلية وكيل مباحث أمن الدولة فى ذلك الوقت اللواء «فؤاد علام» لإجراء مفاوضات مع المرشد الخفى لجماعة الإخوان المسلمين المستشار على جريشة والذى كا ن يقيم بألمانيا ويرأس المركز الإسلامى هناك وكان أمام المفاوض المصرى مهمة واحدة وأساسية لا تخرج عن الحصول على ضمانات من المرشد الخفى بعدم القيام بمظاهرات ضد الرئيس «مبارك» أثناء زيارته إلى ألمانيا فى ألمانيا فى أول زيارة خارجية يقوم بها بعد توليه لمنصب الرئاسة خلفًا للسادات.

المفاوضات بين وفد مباحث أمن الدولة والمرشد نجحت لكن المقابل الذى حصلت عليه جماعة الإخوان المسلمين سواء المعلن أو الخفى يظل حتى الآن سرّا وإن كانت مذكرات الإخوان وبعض المسئولين السابقين الذين عاشوا عن قرب تكشف أن الإخوان قد حصلوا على مقابل ويؤكده منهج السلطة فى التعامل معهم طوال 30 عاما هى مدة حكم مبارك حتى اتخد مبارك قراره قبل اجباره على التنحى على اعتقال كل مكتب ارشاد الاخوان وقياداتهم بما فيهم الدكتور محمد مرسى الذى اصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية.

ولم تكن الصفقة مع مبارك هى آخر صفقات الاخوان فمجرد تنحيه تكرر الامر للمرة الرابعة ولكن هذه المرة مع رئيس المجلس العسكرى فى ذلك الوقت المشير حسين طنطاوى وفى 8فبراير2012كشف خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الاخوان فى ذلك الوقت عبر قناة الجزيزة عن لقاء سرى بين قيادة جماعة الإخوان والمجلس العسكرى يوم 7فبراير 2012.

حينما رأى المجلس العسكري حسب وصفه أن الإخوان فى طريقهم للهيمنة على كل شيء فى مصر، البرلمان لهم الأغلبية، والشورى ملكهم، ويريدون تشكيل حكومة ائتلافية على هواهم ولهم النصيب الأكبر منها، ويتجهون إلى فرض وجهة نظرهم على الجمعية التأسيسية للدستور، وبدأوا فى التلويح بإمكانية الدفع بأحد قياداتهم للمنافسة فى انتخابات رئاسة الجمهورية.

جاء اللقاء السرى بطلب من المجلس الأعلى للقوات المسلحة لقاء الإخوان المسلمين فى مقر وزارة الدفاع لأول مرة فى تاريخ الإخوان أن تطأ أقدامهم وأقدام مرشدهم لوزارة الدفاع وحضر اللقاء من الإخوان الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد، والدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب، وعدد من قادة المجلس العسكرى يتقدمهم المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء محمد العصار، واللواء ممدوح شاهين.

وفى اللقاء السرى عرض الاخوان فكرة ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية يكون لهم النصيب الأكبر وتابعيهم السلفيين، ويكون للأحزاب الممثلة فى البرلمان حصة من الوزارات حسب حجم التمثيل البرلماني، لكن المشير حسين طنطاوى شن هجوما عنيفا ورفض عرض الإخوان وقدم لهم عرضا يتضمن تشكيل حكومة ائتلافية يكون نصيب الإخوان وتابعيهم السلفيين من حزب النور السلفى 10 وزارات فقط ويقوم المجلس العسكرى بتحديد الـ10 وزارات من الوزارات الخدمية والبعيدة عن الوزارات السيادية والمهمة مثل وزارات العدل والخارجية والتعاون الدولى والداخلية والمالية وبطبيعة الحال وزارة الدفاع أيضا، لكن رفض الاخوان عرض المشير طنطاوى على اعتبار أن هذا العرض بمثابة «أمر» وعلى الإخوان أن يطيعوا هذا الأمر. وقال له: يبدو أنك تأثرتم بلقائكم مع «جون ماكين» نائب الرئيس الأمريكى والآن تبحثون عن رضا أمريكا وتتجهون إلى قطر لتكون حمامة السلام بينكم وبين أمريكا، وتنفذون أفكارها!! فض الاجتماع وكانت المحصلة صفر.

وصل الإخوان الى الحكم لاول مرة فى 2012 وكان اول قرارهم التخلص من المشير طنطاوى وبدء مرحلة اخونة الدولة المصرية الا انهم لم يستمروا على كرسى الحكم الا 374يوما  وجاءت نهاية مشروعهم فى  30 يونيو 2013بتحرك شعبى كلل بالنجاح فى 3 يوليو 2013 وبعد مرور عامين من سقوطهم وتحديد 14يونيو 2016 نفى  مستشار الرئيس،، للشؤون الدينية،  الدكتور « أسامة الأزهري» مستشار  رئيس الجمهورية للشئون الدينية  صحة ما نشرته جريدة «الشروق»، من قيامه بقيادة مراجعات فقهية مع السجناء الإسلاميين، من بينهم منتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، ووصف الأزهرى -فى بيان أصدره - ما نشرته «الشروق» بأنه غير صحيح بالمرة، ويحمل من الإثارة أكثر مما يحمل من الحقيقة، ويفتقد التثبت وتحرى الصواب.
وكانت جريدة الشروق قد نشرت فى عددها يوم الإثنين 13 يونيو 2016 – 

تحت عنوان الداخلية تستعين بـ«الأزهرى» للرد على الأفكار المتطرفة فى طرة.. ووعود بعفو رئاسى للمعتدلين.....» قالت الجريدة  فى متن تقريرها أن وزارة الداخلية بدأت سلسلة مراجعات لأفكار السجناء المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم داعش فى السجون المصرية، إضافة للسجناء الشباب الذين يختلطون بالسجناء المتشددين ويتأثرون بأفكارهم.. وأوضحت الجريدة أن أولى هذه المراجعات كانت الأسبوع الماضى، بحضور الدكتور أسامة الازهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والذى قام خلال المحاضرة الأولى التى ضمت مئات السجناء معظمهم من الشباب، بالرد على عدد من الآراء الفقهية التى يتبناها أعضاء اللجان النوعية بجماعة الإخوان المسلمين وأعضاء داعش بالسجون، 

ضافة إلى تفنيد الكثير من مواقف سيد قطب.. وأوضحت المصادر للشروق  التى تحفظت على ذكر أسمائها أن إدارة السجن كانت قد أبلغت الشباب بضرورة حضور تلك المحاضرات، لأنه سيكون هناك قرارات قريبة بالعفو عن العديد من الشباب السجناء، وهو ما دفعهم لحضور أولى المحاضرات التى نظمها الأزهرى، والذى أبلغهم بدوره انها لن تكون الاخيرة وأنه ستتبعها محاضرات أخرى توضح لهم الكثير من النقاط الشرعية الملتبسة لديهم. فيما كشفت المصادر أنه عقب المحاضرة قام ضباط الأمن الوطنى بالسجن بعقد جلسات تحقيق مع الكثير من الشباب الذين حضروها، مؤكدين لهم انه عقب كل جلسة سيكون هناك تحقيق لمعرفة مدى التغيير الذى طرأ على أفكار الحاضرين من السجناء تمهيدا للسعى إلى العفو عمن يتأكد تخليه عن الأفكار المتطرفة.
ونجد الإخوان والسلطة صراعات علنية وصفقات سرية هو موضوع هذا الكتاب الذى يبحث عن سر  فشل  الصلح بين جماعة الإخوان والسلطة منذ جمال عبد الناصر حتى الآن؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة