هشام عطية
هشام عطية


قلـب مفتوح

كتر خير المصريين ومصر الخير

أخبار اليوم

الجمعة، 24 مارس 2023 - 06:02 م

على هذه الأرض الطيبة التى نحيا عليها ونعشق ترابها ملاحم من الخير تستحق أن تروى وتوثق على صفحات كتب أو تجسدها الدراما على الشاشات.

فى أعوام الرخاء كانت الاحصائيات الرسمية والخبراء يقدرون فاتورة عمل الخير للمصريين فى شهر رمضان بحوالى اربعة مليارات ونصف المليار جنيه.. وفى هذا العام المأزوم والذى يستحق أن نطلق عليه عام «العسرة» بجدارة بحروبه وأزماته المستحكمة يتوقع الخبراء ومؤسسات الاحصاء ان يصل اجمالى ما سينفقه المصريون فى اوجه البر والخير خلال شهر رمضان الفضيل حوالى ٧ مليارات جنيه.

بالفعل على هذه الارض خير متجذر فى النفوس وشهامة مغروسة فى القلوب وجدعنة تتوارثها الاجيال، فليس غريبا أن تجد المصرى الفقير يعطف على من هو أفقر منه ويقتسم معه الرغيف ولذلك لن تهزمنا ازمة اقتصادية ولن ينال من تكاتفنا وتلاحمنا جشع تجار استغلوا الأزمة واستحلوا المكسب الحرام.

ساقنى حظى السعيد للعام الثانى للمشاركة فى تجهيز كراتين حملة إفطار صائم التى تنظمها مؤسسة مصر الخير للعام الحادى عشر على التوالى. فى الطريق تحاكينى ظنونى بأنه لابد أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التى نشعر بها جميعا ستغرس اظافرها فى محتويات كرتونة الخير التى تصل إلى كل فقير أو محتاج فى ربوع مصر وبلا مقابل، المفاجأة التى أسعدتنى أنى قد وجدت كرتونة الخير قد تضاعفت محتوياتها ومن أرقى أصناف السلع.

ساعتها أدركت حقيقة قد تفوت على البعض وهى أن العمل الخيرى والتطوعى فى مصر بات مؤسسة شعبية ضخمة قادرة على التصدى للأزمات، تسعى إلى ألاّ يبقى فى هذا البلد جائع أو محتاج.

بمناسبة كراتين الخير فقد لاحظت محاولات غير مفهومة عبر السوشيال ميديا تسعى للتقليل من أهمية توزيع الكراتين فى التصدى لقسوة الفقر والجوع ، فى مثل هذه الظروف الصعبة ليس من الشهامة التطاول والنيل من أى فعل خير، هذا ليس دفاعا عن أحد ولكن الأزمة الاقتصادية الطاحنة تفرض علينا أن نتكاتف ونقدم حلولا ونطلق مبادرات وليس تنظيرات وسخافات ،قد تصنع للبعض بطولات وقتية ولكنها لن تقدم رغيف خبز لمحتاج ولن تجفف دموع طفل يبكى من الجوع.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة