هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

ازدواجية المصريين فى رمضان

أخبار اليوم

الجمعة، 14 أبريل 2023 - 05:37 م

أشد الناس عذابا - وأنا أحدهم - أولئك الذين يحاولون فهم الازدواجية الغريبة التى يتعيش بها المصريون فى حياتهم وتبلغ ذروتها فى شهر رمضان الكريم.

الشارع هو المسرح الأكبر لمشاهد هذه الازدواجية لدرجة تدفعك للتساؤل من المصريين وهل نحن شعبان أيهما الاصل وأيهما الصورة؟!

هل فى رمضان نحن أولئك الذين لا يبرحون المساجد يتعبدون ويعتكفون وينفقون المليارات فى اعمال البر والصدقات وينتشرون فى شوارع مصر لحظة الافطار يبحثون عن صائم يروون عطشه ويقيمون صلبه، أم نحن هؤلاء الذين يحترفون «التزويغ» من اعمالهم وتعطيل الانتاج ومصالح العباد بحجة الصيام؟..

أم نحن هؤلاء الذين ينفقون أوقاتهم وأموالهم بسخاء فى عزومات وسهرات رمضانية لا علاقة لها بتعاليم وغايات الشهر الفضيل!! 

هل نحن أبناء الشعب القادر نفر منه وبجهود فردية أن ينظم إفطارا لعدة الاف فى منطقة المطرية الشعبية يتحدث عنه كل المشاهير والفنانين وتناولته كل وسائل الإعلام العالمية؟! أم  نحن الذين تتحول شوارعهم قبل حلول موعد الافطار الى سيرك مرورى وساحة للمشاجرات تنتهك فيها كل قواعد المرور وتهان آدمية البشر بسبب الانانية وحب التجاوز! 

تزداد دهشتى  من ازدواجية ما تعرضه الشاشات الرمضانية، اعلانات عن منتجعات يفوق ترف الحياة فيها كل ما تتصوره الاذهان، لايقدر على الشراء فيها إلا من يحمل فى نهاية اسمه «ساويرس أو منصور» وغيرهما من العائلات اعضاء نوادى المليارات، تعرض على شعب يعيش ٣٠٪ من سكانه تحت خط الفقر فى استفزاز واثارة للأحقاد الطبقية!.

أما الازدواجية الاكثر استفزازا فتتمثل فى حملات التسول الشيك حيث يخرج احد النجوم الذى يتقاضى الملايين و يملأ السوشيال ميديا بصوره مع أساطيل سياراته الفارهة وطائراته - اللهم لا حسد - كأنه قارون الزمان ويطلب من عشرات الملايين الذين يحصل اغناهم على عدة الاف من الجنيهات يلتهمها التضخم والغلاء التبرع للمستشفيات والمؤسسات الخيرية!

ناهيك عن مشاهد والفاظ فى بعض المسلسلات تليق بالعرض على اهل النار وليس اهل التقوى والصيام!!..

ظن أن كل مظاهر الازدواجية فى حياتنا تصلح ميدانا لدراسات معمقة من جانب علماء الاجتماع والنفس ليجيبونا عن تساؤل مهم: من نحن؟ ولماذا وصلنا لكل التردى والسوء فى أخلاقنا الاجتماعية؟ وكيف نحيا بكل هذه التناقضات داخلنا؟!

وإلى أن نعرف فالازدواجية مستمرة والحيرة تزيد!!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة