نزار السيسي
نزار السيسي


نزار السيسي يكتب: خداع الطيبين 

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 25 أبريل 2023 - 03:53 م

قد يبهرنا الأسلوب، طريقة الكلام، جمال الوجه وحدة الذكاء، قد ننجذب لسريع البديهة وجميل الرد وسريع الاستحضار، لكننا ما نرتاح الا مع الطيب، هذا الذي طيبته تغطي قدراته، وسماحته تخفي ذكائه، الذي مايحب أن يتقدم على أحد إلا بالخير، ولايحب يذكر بمعروفه وإحسانه، بسيط وحلاوة روحه تحلي مجالسته.

الطيب سلعة نادرة في هذا الزمن... قلة ..ولكن مجتمعنا الان يرفض الطيب ويختار النوع الآخر ليس لذكائه او سرعة البديهة لانها قد تتوفر بالطيب ولكن ينظرون إلى الجمال فلذلك ترى الطيب دائما يتصرف بحذر فقط.

‏لغة الاحترام لم تعد مفهومة البعض يفسرها حب والآخر يظنها مصلحة، وفي الحقيقة ما هي إلا أخلاق تربينا عليها

فاذا جرحت شخص وطال صمته فتأكد بأنه يعاقبك بأقسى من الكلام.. كلمتك الطيبة لها أثر، اعتذارك له قيمة
تفهمك لغيرك أدب، مراعاتك للمشاعر نُبل صونك للود ود

لا تبخل بالجمال فتصبح خاليا منه
وعلي الرغم من ذلك.. ‏من أصعب المراحل التي تمر علي الإنسان هي مرحلة أسميها عتاب النفس على أطيب صفاتها، عندما يرى أن طيبته ونقاء قلبه كانت السبب الأعظم في وجعه وخذلانه، عندما يراجع حساباته ويجد بينها أن صدقه كان ذنبه الوحيد....هذه المرحلة الصعبة قد تحتاج منه لسنوات، لكي يستطيع أن يغفر لنفسه ويرجع لطيبته القديمة.

أحياناً نبتعد عن الاحلام إكراماً لمشاعرنا وإحتراماً لكبرياء قلوبنا، وحفاظاً على صورة رسمناها في داخلنا لا نريدها أن تتغير .ونبتعد أيضاً خوفاً من تعرية مشاعرنا . .لذا لا حيله لنا إلا الأبتعاد طالما لا تتحقق احلامنا التي نستحقها.

بعض الناس تستيقظ يومياً بمشاعر مختلفة وتقلب في العواطف وقد يستبدلونك في أي ليلة ويستغنون لأتفه الأسباب.... سألت نفسي لماذا كل الذين أشبعناهم حباً
اشبعونا ألماً؟! 

فجاء الجواب، لأننا أسكناهم في أعمق مكانٍ فينا، أسكناهم في أماكن ضعفنا. 

وفي النهايه.... أقولها لكم عن تجربه شخصيه.. سافروا مع الأرواح الأنيقة التي تمنحكم الإهتمام والإحترام و السعادة، لأنها تستحق القرب منكم، وارحلوا عن الأرواح الباهتة التي تحبطكم و تفقدكم ثقتكم بأنفسكم. وإياكم أن تظُنوا أنكم خسرتم شيئاً حين تغافلتم عن زلة أحد ما، أو قابلتم إساءته بالصمت والإحسان، إنما هي خيرات ستعود إليكم يوماً ما، والحياه تعيد لكل ذي حقٍ حقه .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة