الأربعاء، 26 أبريل 2023 - 06:58 م

إلى كل من يبكى على شهر رمضان، هل أدلك على أشياء لو فعلتها لكانت السنة كلها رمضان؟ خذ عندك هذه الأمثلة، كنت ممن يشاركون فى تجهيز شنط رمضان للفقراء؟ استعد وجهز شنط شوال فالفقراء لا يزالون فقراء ويحتاجون فى شوال ما كانوا يحتاجونه فى رمضان وربما أكثر، كنت ممن يقبلون على المساجد ويحافظون على تأدية الصلوات الخمس فى المسجد فى رمضان؟ وما الذى يمنعك فالمساجد موجودة فى شوال بنفس نظافتها وبريقها تتوسل إليك ألا تهجرها فى غير رمضان وكذلك الصوات الخمس لم تزد ولم تنقص، كنت ممن يمتنعون عن المعاصى فى رمضان؟ هل تعتقد انك لن تحاسب على المعاصى لو ارتكبتها فى غير رمضان، تذكر انك كنت قد امتنعت عنها خوفاً من عقاب ربنا سبحانه وتعالى، فهل أتخذت على الله عهدا ألا يعاقبك لو انتهكت حرماته فى غير رمضان؟

كنت ممن يقبلون على المصاحف فى رمضان ويحرصون على أن تكون لهم علاقة يومية بالقرآن؟ ها هى المصاحف تنتظرك بعد رمضان لعلها لا تشكونا لرب العالمين كما شكانا الرسول صلى الله عليه وسلم فى سورة الفرقان «وقال الرسول يارب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا» لعله يقصدنا عندما نهجر القرآن بقية العام ولا نتذكره إلا فى رمضان، تخيل رب العزة يخصك برسالة موجهة من ذاته العلية لك وأنت تضعها على الرف ولا تعود لقراءتها إلا كل رمضان؟!. كنت ممن إذا طبخوا تذكروا جيرانهم ببعض ما صنعوا؟ فالجيران موجودون معك طوال العام ومؤكد أنك لا تتوقف عن الطبيخ والأكل أيضا فى بقية شهور السنة فإذا طبخت مرقة فطبق نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا ابى ذر، عندما قال له فى معنى الحديث: يا أبا ذر إذا طبخت مرهقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك» خاصة من الفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافاً ومنهم من لا يأكل اللحم إلا إذا طرق بابه صباح عيد الأضحى طارق خير يمنحه بعضاً من أضحيته.

تبكى على رمضان لأنك كنت تصلى التراويح والقيام فى المسجد جماعة؟ تستطيع أن تفعل ذلك فى بيتك مع اسرتك إتخذ من أى ركن فى الشقة مسجداً وأقم الليل كيفما شئت، صل لربك وادعوه كما كنت تفعل فى رمضان، فهو سبحانه وتعالى يتنزل فى الثلث الأخير من كل ليلة وليس فقط فى ليل رمضان ليلبى ويغفر ويقضى لكل صاحب حاجة حاجته، أو لعلك تبكى رمضان لأنك ستفتقد الصيام؟ وهل هناك ما يمنعك أن تصوم لله تطوعاً الست من شوال التى من اتبع رمضان بصيامها فكأنما صام الدهر كله؟ هل هناك مانع أن تصوم سننا مؤكدة وردت عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سواء اثنين وخميس وثلاثة أيام فى منتصف كل شهر عربى أو غيرها من الأيام تقرباً وكفارة للذنوب التى لا تتوقف وجبراً لما نقص من صيام الفرائض. الخلاصة أنه ليس لك أى عذر، فلو انتهى صيام الفرض وأعجبك المذاق فصيام التطوع مفتوح، وإن انتهت صلاة التراويح وعشت فيها مع الله فصلاة القيام لا تنتهى وإن مضى وقت زكاة الفطر وتطهرت بها من معاصيك فالصدقات مستمرة فى كل وقت.

الاختبار الحقيقى لى ولك ليس فى رمضان، ففى رمضان لا تشعر بمشقة أو تكلف فى الطاعة أو العبادة أو عمل الخير، فالكل يطيع والكل يتعبد والكل يقبل على عمل الخير، الاختبار الحقيقى يكون بعد رمضان عندما تشمر عن ساعد الجد حتى لو كنت الصائم الوحيد ومن حولك مفطرون أو المعمر الوحيد لبيوت الله وغيرك هاجرين أو المقبل الوحيد على عمل الخير وغيرك مدبرين .يقينى أن من حكم شهر رمضان أن الله عز وجل يريد أن يثبت لنا أنا وحضرتك أن لدينا طاقة كبيرة من الخير وأننا مجبولون على الفطرة السليمة التى تعرف قدر الله حق قدره فالرسالة الرمضانية تقول لنا بمنتهى الوضوح: أنت نجحت فى أن تكون عبداً ربانياً طيلة أيام الشهر الفضيل، لكن الله عز وجل يريدك عبداً ربانياً طيلة العام، فلا تتعلل وتبكى أيام رمضان التى ولت فالله سبحانه وتعالى يريدك قريباً منه فى كل أيامه.جعلنى الله واياكم من هؤلاء العبيد الربانيين فى كل ثانية فى حياتهم آمين آمين آمين.