محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

النبتة الطيبة

الأخبار

الأحد، 30 أبريل 2023 - 08:41 م

محمد عبد الواحد

عفوا فأنا لا أجد من الكلمات ما أعبر بها عن أناس ارتدوا رداء العلم  فزادهم أدبًا  وخلقًا وجمالًا.. وإذا كان القلم يعجز أن يعيرك بعض المرادفات التى تصف بها  هؤلاء فيكفيك أنك تراهم نبتة طيبة غرسها من حملوا بذورها ورووها جيدا لتنبت  وتزهر تلك الزهور التى عطرها يفوح بين أركاننا.
لذلك أبعث برسائل حب وتقدير للعالم الجليل الدكتور محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس الذى لم أشرف بمقابلته ولكن التقت كلماتنا عبر الرسائل.
عندما كتبت له أناجى فيه إنسانيته فى قريب لى يعانى بعض الآلام، فما كان منه  إلا أنه أوجز فى رسالته «تم عمل اللازم»، وبالفعل ذهب المريض ليرى أثر ذلك  فى بشاشة وجه الطبيب أثناء المقابلة. هنا أدركت أن الإنسان يزداد تواضعا كلما  ملك أدواته فلذلك أردت أن أحيى فيه إنسانيته.


الرسالة الأخرى أبعثها إلى أخى وصديق الطفولة الذى غيبه الموت بالأمس العالم  الجليل الشيخ عمر الحفناوى الذى تجمعت الدنيا لرحيله.. وهنا أصف جمع أهل  بلدتى «المحلة الكبرى»  بالدنيا لأنها دنياه التى عاش فيها وترك بصمته بينها ورغم  الحزن الذى ملأ  قلبى إلا أننى أرى فى هذا  المشهد المهيب المحزن جمالا لأن  صاحبه ترك أثره فى النفوس فأخذ الكل يرطب لسانه بذكر وسرد  سيرته.
حتى نعاه أحد الأئمة وهو يقول: كيف أنعى قرآنا يمشى على الأرض؟ كيف أنعى  طيبة قلب امتلأ بحب الله  ورسوله وحب  الناس؟  كيف  أنعى جسدا عانى من  الآلام  ولم  يشتك يومًا من آلامه؟ كيف أنعى عالمًا لبس رداء بسيطا يخلو من  الكبر والغرور؟
فأنا لا أنعيك أيها الأخ الفاضل بل أذكر محاسنك كى نقتدى بها، أذكّر الناس بأنك  نبتة  طيبة غرسها ورواها أباه الشيخ مصطفى الحفناوى عليه رحمة الله فأنبتت  عالما من صلب عالم.


هنا أدركت أن الزمن مهما طال أو قصر فأنت لا تترك وراءك إلا سيرتك، فقد  يذكرها الناس  بالخير وقد يستعيذ منها الآخرون عندما تذكر فى مجالسهم. لذلك  كتبت ليتعظ من يلبس رداء الكبر بأن الدنيا عرض زائل وربما يأتى وقت الرحيل  فلا تستطيع أن تحسن فيها حتى يثقل ميزان حسناتك.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة