هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

هشام عطية يكتب: سخاء القاهرة.. إلى متى؟!

أخبار اليوم

الجمعة، 05 مايو 2023 - 05:59 م

■ بقلم: هشام عطية

نحيا فى عالم لايرى إلا مصالحه والذى يرى غير ذلك «يبقى العتب على النظر»، وبالتالى فإن البحث عن مصالحنا فى هذا العالم القاسى الجامد أصبح فرض عين على الجميع، وفى قضايا المصلحة الوطنية لا وقت للتسويف أو التفريط.

على هذه الأرض الطيبة يعيش مايزيد على المائة مليون نسمة منهم مايزيد على تسعة ملايين بين مهاجر ومن ضاقت بهم أوطانهم حسب إحصائيات حديثة لمنظمة الهجرة الدولية، التى لاتنسى فى كل بياناتها أن تشيد «بسخاء القاهرة» فى التعامل مع المهاجرين واللاجئين، التى لم تسكنهم العراء ولم تضعهم على الحدود فى مخيمات للإيواء كما فعلت دول كثيرة من حولنا.

هؤلاء الملايين التسعة يأكلون طعامنا ويتعلمون فى مدارسنا وجامعاتنا ويعالجون فى مشافينا، لهم ما للمصريين من حقوق يمثلون حوالى ٩ ٪ من سكان مصر ويعيش بعضهم بيننا منذ ٢٠ عاما ويعمل ٣٧ ٪ منهم فى وظائف ثابتة.

هذا السخاء الحاتمي للقاهرة أمر لا غرابة فيه وفضيلة تليق بمصر ومكانتها، ولكن وفى هذه الأجواء المعتمة عالميا وفى ظل أوضاعنا الاقتصادية المأزومة المتردية قد تتحول إلى رذيلة إذا لم نجن من ورائها ما يعيننا على مواجهة مشاق هذا العصر بصراعاته وحروبه التى أورثتنا تضخما وغلاء وضغوطًا وديونًا.

آن الأوان أن يتحمل معنا المجتمع الدولى مسئولياته تجاه هذا الملف الذى نتحمل فواتيره الباهظة منذ عقود ولم نطلب من أحدٍ سنتا واحدا.

لسنا بدعا من الدول، تركيا أحسنت التعامل مع ملف لاجئيها وخاصة السوريين منهم ومنذ عام ٢٠١٦ تحصل على مليارات الدولارات من اوروبا لتمنع عنهم شرور تدفق اللاجئين بل استخدمتهم كورقة ضغط لتخفيف العقوبات الأمريكية الاوروبية التى فُرضتَ عليها بعد حصول انقرة على منظومة أس ٤٠٠ الروسية. بل اصبح التلويح بطردهم ورقة انتخابية فى أيدى المرشحين لانتخابات الرئاسة التركية للحصول على أصوات الناخبين!!.

السياسة لا مجال فيها للعواطف لم تعد فن الممكن فقط ولكنها الآن فن الاستفادة أيضا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة