أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

حكايات عن ثروة وعرق الأمريكان (1)

أخبار اليوم

الجمعة، 12 مايو 2023 - 06:54 م

ما أن تبدأ فى قراءة عناوين فصول ذلك الكتاب، إلا وتضبط نفسك غارقا فى تفاصيله، ولاتجد أمامك سوى أن تكمله عن آخره. الكتاب، وصاحبه، وموضوعه، يحملك إلى عالم يتسع، لأبعد كثيرا عن البلد، الذى قصده الكاتب، وهى امريكا.

فعندما  سمى الاقتصادى الشهير جوزيف ستيجلتز، الحاصل على جائزة نوبل، كتابه «ثمن عدم المساواة» كان يقدم تفاصيل انقسام المجتمع الأمريكى، بين قلة ثرية لا تتجاوز 1%، تملك غالبية ثروة المجتمع، بفضل سياسات حكومية تنحاز للأغنياء، وبين 99% ممن هم فى الوسط والقاع.

وأهمية الكتاب الذى أصدره المركز القومى للترجمة مؤخرا، بترجمة رائعة من لبنى الريدى ومنال قابيل ،ليس فقط أنه ينهى الأسطورة التى عشناها صغارا، بأن أمريكا بلد الأحلام، القادرة على صعود من هم فى القاع إلى القمة.

ولكن لأن الذى قضى على الأسطورة، معتبرها «فلكلورا أمريكيا» هو كبير الاقتصاديين فى البنك الدولى سابقا. تلك المؤسسة التى تبشر بجنة الرأسمالية، وكان رئيسا للفريق الاستشارى للرئيس الأمريكى كلينتون..

«فهى كانت تبدو أكثر عدلا. ولكن الواقع أن الذين لديهم الفرصة من أبناء الأثرياء للحصول على تعليم داخل صفوة الجامعات، هم فقط من يحصلون على أفضل الوظائف، بأجورمرتفعة.

وهم أيضا الأكثر عمرا. والدليل أن متوسط أعمار النساء الحاصلات على شهادات جامعية، أطول 10 سنوات، من نظرائهن اللاتى تحصلوا فقط على شهادة الثانوية، بفضل الرعاية الصحية للأغنياء.

ستيجلتز يرى أن اتساع الفوارق بين الطبقات الذى يهدد التماسك الاجتماعى بدأ «منذ جاء الرئيس ريجان إلى الحكم، وقام بتخفيض الضرائب على الأغنياء.

وأضحى الأقل دخلا يدفعون ضرائب بنسبة أكبر من الأثرياء. وكسر شوكة النقابات العمالية. وأضعف برامج الحماية الاجتماعية».

ويعتقد صاحب جائزة نوبل، أن المجتمع الأمريكى ظل ينظر لأمريكا، كبلد للطبقة المتوسطة.

وكان هناك ثمة اتفاق أن من فى القمة يستحوذون على الثروة، لأن لديهم القدرة على خلق الوظائف، وبالتالى ستتساقط القطرات على الأقل دخلا. ولكن انهارت تلك النظرية عندما وصل الحال بأن 24 مليون أمريكى لم يتمكنوا 2012 من الحصول على وظيفة.

واختار للفصل الأخير عنوانا «ثمة عالم آخر ممكن». وهو ما نسرده الأسبوع المقبل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة