الثلاثاء، 16 مايو 2023 - 02:16 م

طرقات خالية تماما، كانت نافذة الغرفة مفتوحة. أسرع يحضر وجبة الإفطار وفنجان القهوة، دقت الساعة السابعة صباحا ولابد أن يذهب بطفلته إلى المدرسة، فقد اتفقت معه زوجته علي أنه سيصطحب طفلتهما إلى المدرسة لشعورها بالإرهاق.

ذهب إلى إيقاظ طفلته، نادى عليها لم ترد، دخل الخلاء والمطبخ لم يجدها، أمسك هاتفه المحمول ليطلب أحد جيرانه، اكتشف أن هاتفه لا يصلح للاستخدام الآدمي، لا يتذكر أين كانت تنام طفلته ليلة أمس، في حجرة الأولاد أم مع والدتها.

 يذكر جيدا أن آخر ما فعله هو رشفة لكأس الخمر ولا يتذكر شيئا بعد ذلك، هل نام كل هذا الوقت دون أن يدري، ماذا حدث لابنته؟! ظل ينظر من النافذة آملا في أن يرى ابنته، انتظر أن يراها، طال انتظاره ولم ير أي حركة في الطريق. ذهب مسرعا وركب سيارته وانطلق بسرعة شديدة واصطدم في سيارة أجرة كانت قادمة أمامه، دخل علي إثرها في غيبوبة دامت لعدة أعوام. عندما أفاق وجد أن عمره قد امتد وهرم، نظر حوله وجد عائلته بجواره دون فتاته التي فقدها منذ طفولتها، سأل زوجته:(أنا فاكر إن كان عندنا بنت صغيرة وخسرناها لسة متعرفيش حاجة عنها؟!) قالت له باكية:(بنتك لما كنت أنت سكران خرجت بره واتخطفت وبعد كده عرفت إن هي اتربت في وكر وماتت في حادثة، وهي سكرانة علي نفس الطريق اللي انت كنت سايق عربيتك عليه وإنت سكران).