نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

نوال مصطفى تكتب: اللعبة

نوال مصطفى

الأربعاء، 17 مايو 2023 - 08:03 م

يمنحنا الضحك الحقيقي، العفوى، الخارج من القلب آثارًا نفسية وجسمانية رائعة. أحدث الدراسات العلمية أثبتت أن الابتسامة أو الضحكة القوية والقهقهة تحفز العديد من الأعضاء، فالابتسامة تحسن استنشاق الهواء الغنى بالأكسجين، وتنشط القلب، والرئتين والعضلات، وتَزيد الإندورفينات (المسكنات الطبيعية) التى يقوم الدماغ بإطلاقها، فيزداد شعورنا بالاسترخاء.

يعمل الضحك كذلك على تقوية الجهاز المناعي. على العكس، تُظهر الأفكار السلبية بعض التفاعلات الكيميائية التى تؤثر على الجسم عن طريق الانجذاب إلى المزيد من الضغط النفسى، على النقيض من ذلكَ، تنتج الأفكار الإيجابية «الببتيدات العصبية» التى تساعد على مكافحة الضغط النفسي الذى يتسبب فى أمراض خطيرة.

لهذا كله أحاول أن أعمل بنصيحة الأطباء والباحثين فى مجال الصحة وتحسين نوعية الحياة، وأبحث كل ليلة، بعد يوم حافل بالمشاغل والمسئوليات المختلفة، إلى مشاهدة أى عمل كوميدى ولو نصف ساعة قبل النوم.

انطلاقا من هذا الباب المفتوح لحب الحياة من خلال الضحكة اكتشفت وجود الكثير من الأعمال الخفيفة، اللطيفة، التى تخرجنى من جدية الحياة وخشونتها إلى فضاء الاسترخاء، والفصل الكامل عن الضغط العصبي الذى نواجهه جميعا طول اليوم لأسباب كثيرة.

من تلك المسلسلات الجميلة، التى جذبتنى لتتبع حلقاتها، ثم أجزائها الثلاثة السابقة، مسلسل «اللعبة» بطولة الفنانين الرائعين: شيكو، هشام ماجد، مى كساب، ميرنا جميل، محمد ثروت، سامى مغاورى، أحمد فتحى، عارفه عبد الرسول. تأليف أحمد سعد، وإخراج معتز التونى.

بدأ هذا الأسبوع الجزء الرابع منه، وكان المفترض أن يدخل السباق الرمضانى، لكن صناع العمل ومنصة شاهد فعلوا خيرا عندما قرروا ألا يزاحموا عشرات المسلسلات التى تتخم بها المائدة الرمضانية، وكان ذكاء منهم أن ينتظروا حتى ينتهى رمضان وإجازات الأعياد، ثم يفاجئوا جماهيرهم بنزول الجزء الرابع من المسلسل الذى حقق شعبية هائلة بين الجماهير المصرية والعربية «اللعبة».

اللعبة التى تظهر فجأة فى حياة «وسيم» وصديقه اللدود «ماظو» لتخلق صراعا وتنافسا بين كل منهما وفريقه من أجل الحصول على الجوائز المغرية والمبالغ الهائلة التى تعلن عنها اللعبة.

تبدأ اللعبة بطلبات سهلة، وجوائز معقولة، ثم ترتفع مستوى طلبات اللعبة، ويصعب تحقيق المطلوب من المتسابقين، وفى الوقت نفسه تزداد قيمة الجائزة، ويعلو سقف الطموحات. المفارقات الكوميدية التى تحدث من أعضاء الفريقين، والأداء التمثيلى الجميل لـ «كاست» العمل يجعلك تضحك فعلا من القلب، ميزة أخرى تضاف إلى بساطة الفكرة والتشويق فى كتابة السيناريو، والإخراج الجيد لهذا المسلسل، هى أن هذا العمل لا يلجأ إلى الابتذال، ولا الإيحاءات الجنسية أو الإفيهات السخيفة لكى يجذب جمهموره، بل يقدم مواقف كوميدية مكتوبة بعناية، وشخصيات مرسومة بدقة، بالإضافة إلى الهارمونى الواضح بين فريق العمل.

الممثلون فى اللعبة كلهم أبطال، ارتبط بهم الجمهور، وحفظ أسماءهم، وهذا نجاح فى حد ذاته، لذلك أرشح «اللعبة» لكل الناس الذين يعملون كثيرا مثلى، ويحتاجون إلى فصل أدمغتهم عن مسئولياتهم الثقيلة لمدة نصف ساعة كل يوم، شاهدوا «اللعبة» قبل النوم، وسوف تتأكدون فعلا أن «للضحك سبع فوائد» !.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة